والعدل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمشاركة في دفع الظلم والجور عن كاهل الأبرياء من المؤمنين ، والإحسان إليهم وقضاء حوائجهم ، وتفريج الكرب عنهم ، وفك أسرهم كما هو مضمون حديث زياد بن أبي سلمة المتقدم.
وقال الإمام الكاظم عليهالسلام : « إن قوماً يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفاً ، فهم الآمنون يوم القيامة ، إن كنت لأرى فلاناً منهم » (١). والمراد بفلان هو علي بن يقطين ، لكنه كنى عنه تقية عليه.
وعن علي بن يقطين قال : « قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام : إنّ لله تبارك وتعالى مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه » (٢).
وقد طلب ابن يقطين من الإمام عليهالسلام الإذن في ترك منصبه ، فلم يأذن له ، وأجابه : « لا تفعل ، فإن لنا بك أُنساً ، ولاخوانك بك عزاً ، وعسى أن يجبر بك كسراً ، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه. يا علي ، كفارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم ، اضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثة ، اضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته وأكرمته ، وأضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبداً ، ولا ينالك حد سيف أبداً ، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً. يا علي ، من سرّ مؤمناً فبالله بدأ ، وبالنبي صلىاللهعليهوآله ثنّى ، وبنا ثلّث » (٣).
يؤكد الإمام عليهالسلام على ضرورة تعزيز مبدأ الأخوة الإيمانية بين أصحابه ، ويسهم في دعمهم وقضاء حوائجهم وتحذيرهم من الفتن ، ودفعهم باتجاه التغذي بمائدة العلم والمعرفة.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١٤.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٠٨ / ٤٥١ ، الكافي ٥ : ١١٢ / ٧.
(٣) كتاب قضاء حقوق المؤمنين / الصوري ـ منشور في مجلة تراثنا ـ العدد ٣ الصفحة ١٨٧ ـ الحديث ٢٥.