وقال :
زر حضرة مجمع البحرين ساحتها |
|
أبان عن قبتيها سره القدر |
ترى ابن جعفر موسى في حظيرته |
|
موسى ولكن له من نفسه خضر (١) |
قبر موسى بن جعفر عليهماالسلام هو مثابة الرجاء لكل مرتجٍ يقصد حضرته ، وبابه باب الرحمة والشفاعة والشفاء ، هو الدواء المجرب والعلاج الناجع لكل ما يعرض للإنسان من أدواء الروح والبدن ، وقد جرب الناس ذلك في مختلف العصور ، وتحدثوا عن عشرات الحالات في كل أوان تبينت فيها كراماته عليهالسلام في شفاء الأمراض وقضاء الحاجات حتى عرف بباب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به واستجابة الدعاء عند قبره المعلى ، ودفع البلاء عن بقعته ، من هنا صار مهوى الأفئدة ، تعقد عليه الآمال فتأتيه ذللاً تهلّل وتصلي حوله.
روى الكشي عن زكريا بن آدم ، قال : « قلت للرضا عليهالسلام : إني أريد الخروج عن أهل بيتي ، فقد كثر السفهاء فيهم ؟ فقال : لا تفعل فإن أهل بيتك يُدفع عنهم بك ، كما يُدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم » (٢).
ووصفه الإمام الشافعي بالترياق المجرب ، ذكر ذلك حمد الله الهندي الحنفي بقوله في معرض الاستدلال على صحة الزيارة والتوسل بقبور الأولياء : « ومن الدلائل على التوسل بعد الوفاة ما قال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم ترياق مجرب لاجابة الدعاء » (٣).
__________________
(١) الترياق الفاروقي : ١٣٢.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٥٩٤ / ١١١١.
(٣) ملحقات إحقاق الحق ٢٨ : ٥٥٣ ، عن كتاب البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر / حمد الله الهندي : ٤٢ ـ اسطنبول.