قال : « السلام عليك يا رسول الله يا بن عمي. افتخاراً على من حوله ، لأنه كان في مقام استعراض ، لذلك يريد التضليل على الناس بالايحاء بأنه أقربهم إلى الرسول صلىاللهعليهوآله ، وبذلك فهو أحق بالخلافة.
فدنا موسى بن جعفر عليهماالسلام فقال : السلام عليك ، يا أبة. وزاد في رواية اُخرى : أسأل الله الذي اصطفاك واجتباك وهداك وهدى بك أن يصلي عليك. فتغير وجه هارون وتبين فيه الغضب ، وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً. ولم يحتملها هارون ، فلم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه وسجنه فأطال سجنه فلم يخرج إلاّ ميتاً مقيداً مسموماً » (١).
ذكر المؤرخون عدة ممن وشوا بالامام عند هارون ليزدادوا قرباً إليه وينالوا من حطام دنياه ، بدعوى قديمة جديدة هي أن الإمام عليهالسلام تجبى له الأموال الطائلة من شتى ديار الإسلام ، وأنه يدعو إلى نفسه بالخلافة ويكتب إلى سائر الأمصار بذلك ، وأن الناس يبايعون له ، وما إلى ذلك من البهتان الذي اُعد سلفاً قبل حمل الإمام عليهالسلام إلى العراق ، وقد تعاون جماعة من رجال البلاط على اختلاق تلك التهم وبذلوا الأموال الطائلة في سبيل اغراء بعض الجماعات المقربة من الإمام عليهالسلام كي توقع به وتدلي بدلوها أمام الرشيد ، ومع أن الأخير قد ثبت لديه بالدليل بطلان ما يقولون لكنه كان مصراً على تنفيذ مآربه إلى النهاية.
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٣ : ٣١ ، وفيات الأعيان ٥ : ٣٠٩ ، سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٧٣ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٩٧ ، اعلام الورى ٢ : ٢٨ ، كامل الزيارات : ١٨ ، الكافي ٤ : ٥٥٣ / ٨ ، تهذيب الأحكام ٦ : ٦ / ٣ ، اسعاف الراغبين / ابن الصبان : ٢٤٨ ، الصواعق المحرقة : ٢٠٢.