وليس لأحد من السلاطين أن يكشفه عن شيء لي عنده من بضاعة ولا لأحد من ولدي ، ولي عنده مال ، وهو مصدق فيما ذكر من مبلغه إن أقل أو أكثر فهو الصادق ، وإنما أردت بإدخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم ، وأولادي الأصاغر وأمهات أولادي ، من أقام منهن في منزلها أو في حجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن أراد ذلك ، ومن خرج منهن إلى زوج ، فليس لها أن ترجع إلى حزانتي (١) إلاّ أن يرى عليّ ذلك ، وبناتي مثل ذلك. ولا يزوج بناتي أحد من إخوانهن ، ولا من أمهاتهن ، ولا من سلطان ، ولا عمل لهن إلاّ برأيه ومشورته ، فإن فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله وحاربوه في ملكه ، وهو عارف بمناكح قومه ، إن أراد أن يزوج زوج ، وإن أراد أن يترك ترك ، وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي ، وأشهدت الله عليهن... » (٢).
الزيارة هي حالة من التواصل مع رموز الرسالة المحمدية ، يستشعر الزائر خلال أدائها بالانشداد إلى عقيدته وتاريخه وقادته الرساليين ، من هنا جاءت المزيد من الأخبار في الحثّ على زيارة أهل البيت عليهمالسلام ، باعتبارهم يمثلون خط الأولياء الباقي إلى يوم الدين بقاء الكتاب الكريم بين ظهراني الأُمّة.
روي عن ابن سنان ، قال : « قلت للرضا عليهالسلام : ما لمن زار أباك ؟ قال : له الجنة فزره » (٣).
وعن الحسن بن علي الوشاء ، عن الرضا عليهالسلام ، قال : « زيارة قبر أبي مثل
__________________
(١) حزانة المرء : عياله.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٣ / ١ ، الكافي ١ : ٣١٦ / ١٥.
(٣) التهذيب ٦ : ٨٢ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٢.