( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ) (١) ، وقد جعل فيها وصيه ابنه علياً الرضا عليهالسلام ، وأطلق يده ومنحه جميع الخيارات.
روى الوصية الشيخ الصدوق بالإسناد عن إبراهيم بن عبد الله الجعفري ، عن عدّة من أهل بيته ، وذكر أولاً أنه عليهالسلام أشهد تسعة رجال من أهل بيته ومن غيرهم ، وذكرهم بأسمائهم ، ثم ذكر صورة الوصية التي بدأها بالشهادة بالتوحيد والنبوة والمعاد ، ثم جاء فيها : « أشهدهم أن هذه وصيتي بخطي... ووصيت بها إلى علي ابني ، وبني بعده ، فإن شاء وآنس منهم رشداً وأحب إقرارهم فذلك له ، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم ، فذلك له ، ولا أمر لهم معه.
وأوصيت له بصدقاتي وأموالي وصبياني الذين خلفت وولدي ، وإلى إبراهيم والعباس وإسماعيل وأحمد وأم أحمد ، وإلى علي أمر نسائي دونهم ، وثلث صدقة أبي وأهل بيتي يضعه حيث يرى ، ويجعل منه ما يجعل ذو المال في ماله ، إن أحب أن يجيز ما ذكرت في عيالي فذلك له ، وإن كره فذلك له ، وإن أحب أن يبيع أو يوهب أو ينحل أو يتصدق على غير ما وصيته فذلك إليه ، وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي.
وإن رأى أن يقرّ إخوته الذين سميتهم في صدر كتابي هذا أقرهم ، وإن كره فله أن يخرجهم غير مردود عليه ، وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلاّ بإذنه وأمره ، وأي سلطان كشفه عن شيء أو حال بينه وبين شيء مما ذكرت من كتابي فقد برئ من الله ومن رسوله ، والله ورسوله بريئان منه ، وعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين أجمعين وجماعة المؤمنين.
__________________
(١) سورة المائدة : ٥ / ١٠٦.