ابن علي بن الحسين عليهالسلام الملقب بالجزري ، قد تزوج رقية بنت عمرو العثمانية ، وكانت قبله تحت المهدي ، فبلغ ذلك الهادي ، فأرسل إليه وحمل إليه ، فقال له : أعياك النساء إلاّ امرأة أمير المؤمنين ؟ قال : ما حرم الله على خلقه إلاّ نساء جدي صلىاللهعليهوآله ، أما غيرهن فلا ولا كرامة ، فشجّه بمخصرة كانت في يده ، وجلده خمسمائة سوط ، وأراده أن يطلقها فلم يفعل ، وكان قد غشى عليه من الضرب (١).
رغم قصر مدة حكم الهادي العباسي التي لا تتجاوز سنة وشهراً ، فقد صمّم بعد مقتل الحسين صاحب فخ على التنكيل بالإمام الكاظم عليهالسلام ، فاتّهمه بخروج الحسين وتوعده بالقتل ، لولا توجّه الإمام عليهالسلام إلى الله تعالى بالدعاء للخلاص من شرّه وظلمه ، فاستجاب الله دعاءه وقصم ظهر الهادي الغشوم قبل أن ينال الإمام بسوء.
روى ابن طاوس بالإسناد عن أبي الوضاح محمد بن عبد الله النهشلي ، قال : « أخبرني أبي ، قال : لما قُتل صاحب فخ وتفرّق الناس عنه ، حمل رأسه والأسرى من أصحابه إلى موسى الهادي ...ثم أمر برجل من الأسرى فوبّخه ثم قتله ، ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ... إلى أن ذكر موسى بن جعفر عليهماالسلام فنال منه. وقال : والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ، ولا اتبع إلاّ محبّته ، لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت ، قتلني الله إن أبقيت عليه. فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، وكان جريئاً عليه : يا أمير المؤمنين ، أقول أم أسكت ؟ فقال : قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر ،
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٤ ، مقاتل الطالبيين : ٢٨٨.