إلى الدراعة كما هي ، فسكن غضبه وأمر أن يُضرب الساعي (١).
وكتب علي بن يقطين إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام : « اختلف في المسح على الرجلين ، فإن رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت.
فكتب أبو الحسن عليهالسلام : الذي آمرك به أن تتمضمض ثلاثاً ، وتستنشق ثلاثاً ، وتغسل وجهك ثلاثاً ، وتخلل شعر لحيتك ثلاثاً ، وتغسل يديك ثلاثاً ، وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره ، فامتثل أمره وعمل عليه ، فقال الرشيد : أحب أن أستبرئ أمر علي بن يقطين فإنهم يقولون إنه رافضي والرافضة يخففون في الوضوء ، فلما دخل وقت الصلاة راقبه الرشيد بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، فتوضأ كما أمره الإمام عليهالسلام ، فقام الرشيد وقال : كذب من زعم أنك رافضي ، فورد على علي ابن يقطين كتاب الإمام عليهالسلام : توضأ من الآن كما أمر الله ، اغسل وجهك مرة فريضة والاُخرى إسباغاً ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح مقدم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما يُخاف عليك » (٢).
هنا يسجل الإمام الكاظم عليهالسلام موقفاً يمثل أحد أهم واجبات الأنبياء وأوصيائهم عليهمالسلام باعتبارهم قادة الرسالة والمعنيين بتبليغها ، لانقاذ من أغرتهم
__________________
(١) روضة الواعظين / الفتال : ٢١٣ ، اعلام الورى : ٣٠٢ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٣٤ / ٢٥ ، الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : ٢١٨ ، نور الأبصار / الشبلنجي : ٢٠١.
(٢) اعلام الورى : ٢٩٣ ، مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٨٨ ، الثاقب في المناقب : ٤٥١ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٣٥ / ٢٦.