شكرك.
قال : ثم استقبل أبو الحسن عليهالسلام القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو ، قال : فسمعناه وهو يقول في دعائه : شكراً لله جلت عظمته ، إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته... إلى آخر الدعاء ـ وهو دعاء طويل جليل المضامين ، يسمى دعاء الجوشن الصغير.
وفي ذلك يقول بعض من حضر موسى بن جعفر عليهماالسلام من أهل بيته يصف تلك الدعوة وسرعة إجابتها :
وسارية لم تسرِ في الأرض تبتغي |
|
محلاً ولم يقطع بها العبد قاطع |
تمرّ وراء الليل والليل ضارب |
|
بجثمانه فيه سمير وهاجع |
تفتح أبواب السماء ودونها |
|
إذا قرع الأبواب منهن قارع |
إذا وردت لم يردد الله وفدها |
|
على أهلها والله راءٍ وسامع |
واني لأرجو الله حتى كأنما |
|
أرى بجميل الظن ما الله صانع » (١) |
هو هارون بن محمد المهدي بن المنصور العباسي الملقب بالرشيد باطلاً ، خامس ملوك الدولة العباسية وأشهرهم ، كان كثير الغزوات يلقب بجبار بني العباس ، ولم يجتمع على باب ملك ما اجتمع على بابه من علماء السوء والشعراء والكتاب والندماء ، وهو أول ( خليفة ) لعب بالكرة ، وهو صاحب وقعة البرامكة ، وهم من أصل فارسي ، وكان قد فوّض إليهم شؤون الدولة ، فقلق من تحكمهم فأوقع بهم في ليلة واحدة (٢).
__________________
(١) مهج الدعوات / ابن طاوس : ٢١٧ ، والحديث في عيون أخبار الرضا ١ : ٧٩ / ٧ ، أمالي الصدوق : ٤٥٩ / ٦١٢ ، أمالي الطوسي : ٤٢١ / ٩٤٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٢٩ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٧١ ، الأعلام ٨ : ٦٢.