الرشيد ، وأمر بجلد الفضل بن يحيى مائة سوط ولعنه ، ثم أن يحيى بن خالد اعتذر للرشيد بقوله : إن الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد ، ثم خرج يحيى إلى بغداد ، فدعا السندي فأمره بأمره فامتثله ، وجعل سماً في طعام فقدمه إليه ، وقيل : جعله في رطب ، ولبث ثلاثاً بعده موعوكاً ، ثم مات في اليوم الثالث شهيداً مظلوماً صابراً محتسباً.
فلما استشهد الإمام عليهالسلام أدخل السندي الفقهاء ووجوه أهل بغداد عليه ، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه ولا أثر به ، فنظروا إليه وشهدوا على ذلك ، وإنما فعل ذلك ليواري سوأته ، وأخرج الجثمان المطهر فوضع على الجسر ببغداد ، ونودي : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميت ، ثم حُمل فدفن في مقابر قريش (١).
فكان دم الإمام عليهالسلام موزعاً بين ثلاثة : أولهم الرشيد الذي أمر بالقتل ، والثاني المنفّذ للقتل وهو السندي ، والثالث يحيى بن خالد الوزير المقرب الذي أراد إرضاء الرشيد والتزلف إليه بسبب عصيان ابنه الفضل لأوامر الرشيد ، فنفذ ما أراد الرشيد أمر السندي بقتل الإمام عليهالسلام ، لأن الرشيد يريد أن يظهر بمظهر البريء من دمه إلى آخر الشوط.
وضع النعش المحمول على الجسر ، وكان أمر الرشيد بإحضار أكثر وجوه
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢٤٠ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٠ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣٦ ، الغيبة / الطوسي : ٢٦ / ٦ ، اعلام الورى / الطبرسي ٢ : ٣٣ ، الفصول المهمة / ابن الصباغ : ٢٢٠.