تلك أمارة رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمارة الإمام من بعده » (١).
ولم يقم الصادق عليهالسلام بعد ولادته في الأبواء طويلاً ، بل عاد إلى يثرب ، فأولم بهذه المناسبة وأطعم ضيوفه ثلاثة أيام ، عن منهال القصاب ، قال : خرجت من مكة وأنا اُريد المدينة ، فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله عليهالسلام ، فسبقته إلى المدينة ، ودخل بعدي فأطعم الناس ثلاثاً ، فكنت آكل فيمن يأكل ، فما آكل شيئاً إلى الغد حتى أعود فآكل ، فمكثت بذلك ثلاثاً أُطعم حتى أرتفق ثم لا أطعم شيئاً إلى الغد (٢).
وُصف عليهالسلام في المصادر التي ترجمت له بأنه أسمر عميق حالك ، أي شديد السمرة ، وكان عليهالسلام أزهر إلاّ في القيظ لحرارة مزاجه ، ربع (٣) كثّ اللحية (٤).
ووصفه عليهالسلام شقيق بن إبراهيم البلخي الأزدي (٥) حينما خرج حاجاً في سنة ( ١٤٩ ه ) ، قال : فنظرت إلى فتى حسن الوجه ، شديد السمرة ، ضعيف ، فوق ثيابه ثوب من صوف ، مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان (٦).
__________________
(١) الكافي ١ : ٣١٦ / ١ ، المحاسن / البرقي ٢ : ٣١٤ / ٣٢ ، بصائر الدرجات / الصفار : ٤٦٠ / ٤.
(٢) المحاسن ٢ : ٤١٨ / ١٨٧.
(٣) الأزهر : المشرق المتلالئ لا الأبيض ، وقوله : لحرارة ، تعليل لعدم الزهرة في القيظ ، والربع : متوسط القامة.
(٤) الفصول المهمة : ٢٣٢ ، بحار الأنوار ٤٨ : ١١.
(٥) زاهد صوفي ، من مشاهير المشايخ في خراسان ، حدث عن أبي حنيفة ، وقتل في غزاة كولان سنة ( ١٥٣ ه ) ، وقيل : سنة ( ١٩٤ ه ). سير أعلام النبلاء ٩ : ٣١٣ ، حلية الأولياء ٨ : ٥٨.
(٦)
كشف الغمة ٣ : ٣ ، نور الأبصار : ١٤٩ ، تذكرة الخواص : ٣٤٨ ، صفة الصفوة ٢ :