النجوم ، وأولاده وذريته الذين تقول الشيعة بإمامتهم كانوا عارفين بها.
فقال له الكاظم عليهالسلام : هذا حديث ضعيف ، وإسناده مطعون فيه ، والله تعالى قد مدح النجوم ، ولولا أن النجوم صحيحة ما مدحها الله عزّ وجلّ ، والأنبياء عليهمالسلام كانوا عالمين بها ، وقد قال الله تعالى في حق إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام : ( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (١). وقال في موضع آخر : ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) (٢). فلو لم يكن عالماً بعلم النجوم ما نظر فيها ، وما قال : ( إِنِّي سَقِيمٌ ). وإدريس عليهالسلام كان أعلم أهل زمانه بالنجوم. والله تعالى قد أقسم بمواقع النجوم ( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) (٣). وقال في موضع آخر : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ) إلى قوله : ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) (٤) ... » (٥).
الإمام الكاظم عليهالسلام في سيرته وسننه نسخة من سيرة وسنن آبائه صلوات الله عليهم ، لأنها ترتوي من منهل واحد ، هو سيرة جدهم المصطفى صلىاللهعليهوآله التي تجسد مبادئ الإسلام وشريعته السمحاء ، وقد تحدث الرواة في عشرات الأحاديث عن صور كثيرة من سننه وسيرته العملية التي تدخل في صميم مصادر التشريع ، ومنها صلاته ومصلاّه وسجوده ، ودعائه واستغفاره وتلاوته وحفظه ، وحجّه وعمرته وكتابته ، ولباسه وخاتمه ، ومطعمه وآداب أكله
__________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ٧٥.
(٢) سورة الصافات : ٣٧ / ٨٨ و ٨٩.
(٣) سورة الواقعة : ٥٦ / ٧٦.
(٤) سورة النازعات : ٧٩ / ١ ـ ٥.
(٥) فرج المهموم : ١٠٧ / ٢٥.