فلا ورب العرش لولا الكاظم |
|
لم يك للدين الحنيف ناظم (١) |
لم يسمح الإمام الكاظم عليهالسلام لقاتليه أن يغسلوه أو يكفنوه ، ولم يقبل بغير كفنه الذي هو من طاهر أمواله ، وخصص شخصاً معيناً كي يتولى غسله ودفنه ، ولم تسمه المصادر سوى أنه مولى له عليهالسلام مدني ويسكن بيتاً معيناً في مشرعة القصب.
روي أنه عليهالسلام لما حضرته الوفاة ، سأل السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدنياً ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ، ليتولى غسله وتكفينه ، ففعل ذلك. قال السندي بن شاهك : « وكنت أسأله في الإذن لي في أن أكفنه فأبى ، وقال : إنا أهل بيت ، مهور نسائنا وحج صرورتنا ، وأكفان موتانا من طاهر أموالنا ، وعندي كفن ، وأريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان » (٢) فتولى ذلك منه.
وهنا تثار المزيد من علامات الاستفهام عن هذا الشخص الذي رضي به الإمام عليهالسلام لأداء هذه المهمة ، ونحن نظن أنه المسيب بن زهير الذي يرد اسمه كثيراً في الروايات والأخبار التي تتحدث عن هذا الموضوع ، وأنه دعا به الإمام عليهالسلام قبل وفاته بثلاثة أيام وأخبره بحصول وفاته في اليوم الثالث ، ودعاه إلى التمسك بولاية علي الرضا عليهالسلام من بعده ، وكشف المسيب عن حضور شخص يشبه الإمام الكاظم عليهالسلام ، ويتضح له فيما بعد أنه الإمام الرضا عليهالسلام ، وهو الذي تولى جهازه ودفنه بخفاء العنوان.
ففي رواية الصدوق عن عمر بن واقد ، ذكر أن سيدنا موسى بن جعفر عليهماالسلام
__________________
(١) الأنوار القدسية : ٩١.
(٢) الإرشاد ٢ : ٢٤٣ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٠.