تجمع مصادر الإمامية وبعض مصادر العامة على أن الإمام الكاظم عليهالسلام إنما مات مسموماً في حبس الرشيد على يد السندي بن شاهك ، والأهم من ذلك أولاً أن الإمام عليهالسلام نفسه إنما كان قد أخبر أنه سُقي السم في الإشهاد الأول الذي عملته الدولة في سجن السندي ، بعد أن تناقل الناس أن الإمام عليهالسلام في ضرر وضنك في سجن ابن شاهك ، ففي رواية الحسن بن محمد بن بشار : « أن السندي بن شاهك جمع ثمانين رجلاً من الوجوه ، وأدخلهم على موسى بن جعفر عليهماالسلام ، وقال : يا هؤلاء ، انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث ، وهذا منزله وفرشه موسع عليه. فقال عليهالسلام : أما ما ذكرت من التوسعة وما أشبه ذلك فهو على ما ذكر ، غير أني أخبرك أيها النفر أني سقيت السم في تسع تمرات ، وأنا أحتضر غداً ، وبعد غد أموت » (١). وروي نحو هذا عن شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ، وقال في آخره : « فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب ويرتعد مثل السعفة » (٢).
وعن المسعودي : « فأدخل السندي القضاة قبل موته بثلاثة أيام ، فأخرجه إليهم وقال لهم : إن الناس يقولون ان أبا الحسن في يدي في ضنك وضرر ، وها هو ذا صحيح لا علة به ولا مرض ولا ضرر ، فالتفت الكاظم عليهالسلام فقال لهم : إشهدوا عليَّ أني مقتول بالسم بعد ثلاثة أيام » (٣).
فصريح الروايات كلها يشير إلى علم الإمام عليهالسلام بأثر الطعام الذي تناوله في
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤١.
(٢) أمالي الصدوق : ٢١٣ / ٢٣٧ ، قرب الإسناد : ٣٣٣ / ١٢٣٦ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٦ / ٢ ، غيبة الطوسي : ٣١ / ٧.
(٣) إثبات الوصية : ١٦٩.