تدهور صحته وانتكاس مزاجه ، وأنه طعام مسموم يؤدّي به إلى الموت.
أما القائلون بشهادته مسموماً فكثير من المؤرخين والمحدثين بحيث لا يمكن التوفر على إحصاء أقوالهم في هذه العجالة ، ولكن سنختار نماذج من أقوالهم ونحيل القارئ الكريم إلى مظان باقي الأقوال والروايات.
منهم المؤرخ الشهير ابن الطقطقا الذي قال : « وأما الرشيد فإنه حج في تلك السنة ( ١٧٩ ه ) ، فلما ورد المدينة قبض على موسى بن جعفر عليهماالسلام ، وحمله في قبة إلى بغداد ، فحبسه عند السندي بن شاهك ، وكان الرشيد بالرقة ، فأمر بقتله قتلاً خفياً ، ثم أدخلوا عليه جماعة من العدول بالكرخ ليشاهدوه ، إظهاراً أنه مات حتف أنفه » (١).
وقال ابن عنبة : « مضى الرشيد إلى الشام ، فأمر يحيى بن خالد بقتله ، فقيل : انه سم ، وقيل : بل لفّ في بساط وغمز حتى مات » (٢).
وذكر الشيخ الصدوق عدة روايات في هذا الصدد منها : عن مشايخ أهل المدينة قالوا : لما مضى خمس عشرة سنة (٣) من ملك الرشيد... استشهد ولي الله موسى بن جعفر عليهماالسلام مسموماً ، سمه السندي بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيب بباب الكوفة ، وفيه السدرة (٤) ، ونحوه في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب (٥).
__________________
(١) الفخري في الآداب السلطانية : ١٩٦.
(٢) عمدة الطالب : ١٩٦.
(٣) الظاهر (١٣) سنة من سنة ( ١٧٠ ـ ١٨٣ ه ) إلاّ على رواية وفاته عليهالسلام سنة ( ١٨٦ ه ).
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨٥ ـ ٩٩.
(٥) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٧ وما بعدها.