الكاظم عليهالسلام أذى (١).
وعاد الإمام عليهالسلام إلى المدينة مع حلول الظلام فالتقاه أبو خالد الزبالي ، فاذا هو على بغلة أمام القطار ، فسلم عليه وسرّ بمقدمه وهنأه بالسلامة ، فقال عليهالسلام : « يا أبا خالد ، ان لهم إليّ عودة لا أتخلص منها » (٢). وستكون تلك العودة إلى أرض العراق في زمن الرشيد وبالتحديد سنة ( ١٧٩ ه ).
هو موسى بن محمد المهدي بن المنصور ، استبدت أمه الخيزران بالأمر في زمانه ، وأراد خلع أخيه هارون من ولاية العهد وجعلها لابنه جعفر ، فلم ترض أمه ذلك فزجرها ، فأمرت جواريها أن يقتلنه فخنقنه في النصف من ربيع الأول أو الآخر سنة ( ١٧٠ ه ) (٣).
وقع الطالبيون تحت وطأة ظلم صارخ ووحشية مروعة في زمانه ، فقد ذكر المؤرخون أن الهادي ألحّ في طلب الطالبيين ، وأخافهم خوفاً شديداً ، وقطع ما كان المهدي يجريه لهم من الأرزاق والاُعطيات ، وكتب إلى الآفاق في طلبهم وحملهم ، وأسرف في سفك دمائهم ، فقتل أيام حكمه الحسين بن علي صاحب فخ وجماعة من أهله منهم : عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن ، وسليمان ابن عبد الله بن الحسن ، وضرب أعناق الأسرى صبراً ، منهم الحسن بن محمد ابن عبد الله بن الحسن.
وبلغ من حقد موسى الهادي على أهل بيت النبوة أنه كان علي بن الحسين
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٨ : ٢٤٧ / ٥٧.
(٢) الكافي ١ : ٤٧٧ / ٣ ، اثبات الوصية : ١٦٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣١٥ / ٨.
(٣) الأعلام / الزركلي ٧ : ٣٢٧.