وأبا طالب لأب وأم ، وأبوكم العباس ليس هو من أم عبد الله ، ولا من أم أبي طالب.
قال : فلم ادعيتم أنكم ورثتم النبي صلىاللهعليهوآله والعم يحجب ابن العم ، وقبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد توفي أبو طالب قبله ، والعباس عمه حي ؟ فطلب الإمام الكاظم عليهالسلام الأمان من الرشيد قبل الجواب فأمنه.
فقلت : إن في قول علي بن أبي طالب عليهالسلام : ليس مع ولد الصلب ذكراً كان أو أنثى لأحد سهم إلاّ للأبوين والزوج والزوجة ، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث ، ولم ينطق به الكتاب ، إلاّ أن تيماً وعدياً وبني أمية قالوا : العم والد. رأياً منهم بلا حقيقة ، ولا أثر عن النبي صلىاللهعليهوآله.
إلى أن قال الرشيد : زدني يا موسى. فقلت : إن النبي صلىاللهعليهوآله لم يورث من لم يهاجر ، ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر. فقال : ما حجتك فيه ؟ فقلت : قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ) (١) وإن عمي العباس لم يهاجر » (٢).
المبحث الثاني
دوره عليهالسلام في التشريع والتصنيف
أسهم الإمام الكاظم عليهالسلام في الدفاع عن مصادر التشريع ، فأكد على اتباع الكتاب والسنة ، وإبطال القياس والرأي والاستحسان ، ورفض كل أشكال الابتداع في دين الله ، وأثرت عن الإمام الكاظم عليهالسلام كثير من الأخبار التي تتحدث عن سيرته وسننه التي تجسد مبادئ الإسلام وشريعته السمحاء ، وفي
__________________
(١) سورة الأنفال : ٨ / ٧٢.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨١ / ٩ ، تحف العقول : ٤٠٤ ، الاختصاص : ٤٨ ، الاحتجاج ٢ : ١٦٨.