الفصل السابع
شهادته عليهالسلام
انتهت رحلة العذاب التي قطعها الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليهالسلام بشهادته مسموماً ، وكان عليهالسلام على موعد مع الشهادة من يوم عودته إلى المدينة خلال رحلته الاُولى إلى العراق ، إذ نزل زبالة فالتقاه أبو خالد الزبالي فسلم عليه ، وقال : «الحمد لله الذي خلّصك منهم ، فنعى إليه نفسه قائلاً عليهالسلام : يا أبا خالد ، إن لهم إليّ عودة لا أتخلّص منها » (١).
لقد كان رأي رجال السلطة وعلى رأسهم هارون قائماً على تصفية الإمام عليهالسلام ، وقد تخلّص بإذن الله من عدّة محاولات في هذا السبيل ، فحين كان مودعاً في سجن عيسى بن جعفر بن المنصور في البصرة ، كتب الرشيد إلى عيسى في دمه ، فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته ، فاستشارهم فيما كتب به الرشيد ، فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه ، وحين سلمه إلى الفضل بن الربيع أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى ، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فتسلمه منه ووسّع عليه ، فكتب إليه الرشيد وهو في الرقة ينكر عليه ذلك ويأمره بقتله ، فتوقف عن ذلك ، فاغتاظ
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٧٧ / ٣ ، إثبات الوصية : ١٦٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣١٥ / ٨.