وقتل الشاعر الحجازي المكي سديف بن اسماعيل بن ميمون ، مولى بني هاشم ، وكان أعرابياً بدوياً ، شديد التحريض على بني أمية ، وعاش إلى زمن المنصور ، فتشيع لبني علي عليهالسلام ، فقتله عبد الصمد بن علي عامل المنصور بمكة سنة ( ١٤٦ ه ) (١).
ونقم المنصور على ابراهيم بن هرمة الفهري المدني الشاعر ، لقوله :
ومهما اُلام على حبهم |
|
فاني أحب بني فاطمهْ |
بني بنت من جاء بالمحكما |
|
ت وبالدين وبالسنة القائمهْ (٢) |
اتخذ الإمام الصادق عليهالسلام تدبيراً محكماً للعمل على وقاية خليفته الإمام الكاظم عليهالسلام من شرور السلطة التي كانت تخطط لقتله والقضاء عليه ، ذكر أبو أيوب النحوي أن أبا جعفر المنصور دعاه في جوف الليل ، فلما أتاه رمى كتاباً إليه وقال : هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا بأن جعفر بن محمد قد مات ، فانا لله وإنا إليه راجعون ، وأين مثل جعفر ! ثم قال له : اكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه. فكتب وعاد الجواب : قد أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبد الله ، وموسى ، وحميدة ، قال المنصور : ما إلى قتل هؤلاء سبيل (٣).
كما سار الإمام الكاظم عليهالسلام خلال فترة امامته في عهد المنصور ( ١٤٨ ـ ١٥٨ ه ) على خطى أبيه عليهالسلام ، فكان يوصي أصحابه بالكتمان والحذر وعدم المجاهرة بامامته ، قال لهشام بن سالم : « من آنست منهم رشداً فألق إليه وخذ
__________________
(١) الأعلام / الزركلي ٣ : ٨٠.
(٢) البداية والنهاية ١٠ : ١٨١.
(٣) الكافي ١ : ٣١٠ ، مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب ٣ : ٤٣٤.