وظهر منهم سنة ( ١٨٠ ـ ١٨١ ه ) طائفة بجرجان يقال لها المحمرة (١) ، لبسوا الحمرة واتبعوا رجلاً يقال له عمرو بن محمد العمركي ، فقتل أيام الرشيد لأنه كان ينسب إلى الزندقة (٢) ، وقتل الرشيد أنس بن أبي شيخ ( ١٨٧ ه ) على الزندقة ، وقال المترجمون له : كان من البلغاء الفضلاء ، ويبدو أنه قتله لكونه كاتب البرامكة (٣).
وسجّل أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام دوراً علمياً في الرد على الزنادقة ، فقد ألّف هشام بن الحكم كتاباً في الرد عليهم.
حدثت في أرجاء الدولة المزيد من أعمال العنف والشغب والفتن التي عصفت بالحكم العباسي ، تعاملت معها الدولة بكل قسوة وعنف رغم أن أغلبها كان بسبب سوء أداء الولاة والعمال ، غير أن تلك الأعمال أثقلت كاهل الناس ، وألحقت بهم المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات ، ولعل أبرز تلك الأعمال : حركت الخزر بناحية أرمينية ، ومعصية أهل اليمن وأهل مصر ، وخروج رجل من بني مرة يقال له عامر بن عمارة بحوران من أرض دمشق ، والفتنة العظيمة التي حصلت بالشام بين قيس واليمن التي تسببت في عودة الحمية الجاهلية (٤).
* * *
__________________
(١) وهم طائفة من البابكية الخرمية ، قيل لهم ذلك لأنهم لبسوا الحمرة أيام بابك الخرمي.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٠ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٢١ و ١٥٩ و ١٦٧ و ١٨٨ و ١٩١ ، الأعلام / الزركلي ٥ : ٨٥.
(٣) لسان الميزان / ابن حجر ١ : ٤٦٨.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧١ و ٤٠٥ و ٤١٠ و ٤١١ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٨٠ و ١٨٨ و ١٩١ و ١٩٦.