رأي الزيدية (١).
كان الإمام الكاظم عليهالسلام قد ذكر قضية فدك في مجلس المهدي باسلوب المطالب ، ويعيد طرحها هنا لكن باكراه والحاح من الحاكم ، ومهما تكن الظروف المحيطة بالامام عليهالسلام فان المؤدّى واحداً ، هو أن فدك رمز لحقّ مغتصب وخلافة مسلوبة ، لأن الكاظم عليهالسلام ذكر بلدان الخلافة العباسية عند تحديدها ، ولا ريب أن صاحب الحق فيها هو عليهالسلام ، والرشيد يدرك ذلك تماماً.
روى المؤرخون أن هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر عليهماالسلام : « حدّ فدكاً حتى أردها اليك ، فيأبى حتى ألح عليه ، فقال : لا آخذها إلاّ بحدودها ، قال : وما حدودها ؟ قال : إن حددتها لم تردها ؟ قال : بحق جدك إلاّ فعلت ، قال : أما الحد الأول فعدن ، فتغير وجه الرشيد ، وقال : إيهاً ، قال : والحد الثاني سمرقند ، فاربدّ وجهه ، والحد الثالث افريقية ، فاسودّ وجهه ، وقال : هيه ، قال : والرابع سِيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية ، قال الرشيد : فلم يبقَ لنا شيء ، فتحول إلى مجلسي. قال موسى عليهالسلام : قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها ، فعند ذلك عزم على قتله ».
وفي رواية : قال الرشيد : « هذا كله ، هذه الدنيا !. فقال : هذا كان في أيدي اليهود فأفاءه الله على رسوله بلا خيل ولا ركاب ، فأمره الله أن يدفعه إلى فاطمة عليهاالسلام » (٢).
وروي أن السبب الذي يمكن أن يضاف إلى باقي الأسباب ، هو مناظرة
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ١ : ٧٢.
(٢) ربيع الأبرار / الزمخشري ١ : ٣١٦ ، المناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٤٣٤.