القلّة (١).
وروى المؤرخون بوادر كثيرة من مظاهر سيرة الإمام عليهالسلام في الكرم والسخاء ، وصوراً فريدة من الجود والإحسان وإسداء المعروف ، قلّما يوجد نظير لها إلاّ عند آبائه الكرام عليهمالسلام.
ومن تلك الصور أن محمد بن عبد الله البكري قدم المدينة يطلب بها ديناً فأعياه ، فأتى الإمام عليهالسلام في ضيعته ، فخرج إليه فأكل معه ، ثم سأله عن حاجته ، فذكر له قصته ، ثم مدّ يده إليه فدفع إليه صرّة فيها ثلاثمائة دينار (٢).
وحين خروجه إلى ضياعه بساية مع محمد ابنه ، أهدى له بعض العبيد عصيدة ، فاشترى العبد والضيعة التي فيها ذلك العبد بألف دينار ، وأعتقه ووهبها له (٣).
وكان لعيسى بن محمد بن مغيث القرظي زرع في موضع بالجوانية على بئر يقال لها أُم العظام ، فلما قرب الخير واستوى الزرع ، بغته الجراد فأتى على الزرع كله ، فبينما هو جالس إذ طلع عليه الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام فسأله عن حاله ، فقال : أصبحت كالصريم ، بغتني الجراد فأكل زرعي ، وكان قد غرم فيه مائة وعشرين ديناراً مع ثمن جملين ، فأمر الإمام عليهالسلام غلامه عرفة فوزن لعيسى مائة
__________________
(١) راجع : الإرشاد ٢ : ٢٣١ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٢٩ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٣ ، ألقاب الرسول وعترته : ٦٥ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣٢ و ٣٦٢ ، المجدي في أنساب الطالبيين / العمري : ١٠٦ ، صفة الصفوة ٢ : ١٨٤ ، تذكرة الخواص : ٣٤٨ ، وفيات الأعيان ٥ : ٣٠٨ ، عمدة الطالب : ١٩٦ ، الفصول المهمة : ٢٣٧ ، إسعاف الراغبين / الصبان : ٢٤٦ ، الصواعق المحرقة : ٢٠٣ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٩٠ ، عيون التواريخ / ابن شاكر الشافعي ٦ : ١٦٥ ، مرآة الجنان ١ : ٤٠٥.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٢٩ ، الإرشاد ٢ : ٢٣١ ، روضة الواعظين : ٢١٥.
(٣) تاريخ بغداد ١٣ : ٢٩ ، المنتظم في تاريخ الملوك والاُمم ٩ : ٨٧.