السلام ) : إني أشتغل ، قال : فاصنع كما تصنع ، صلّ ست ركعات إذا كانت الشمس في مثل موضعها من صلاة العصر ، يعني ارتفاع الضحى الأكبر ، واعتدّ بها من الزوال » (١).
حيث إن الظاهر أنّ قوله « فاصنع ... » إلخ بقرينة التصدير بالفاء جزاء لجملة شرطية مطوية في الكلام تقديرها : إنك إذا كنت كما وصفت من الاشتغال فاصنع ... إلخ فتدل طبعاً بمقتضى المفهوم على عدم جواز التقديم في فرض عدم الاشتغال بما يمنعه عن الإتيان بالنافلة في وقتها.
وتؤيد الصحيحة رواية ابن ضمرة الليثي عن محمد بن مسلم قال : « سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الرجل يشتغل عن الزوال أيعجّل من أول النهار؟ قال : نعم إذا علم أنه يشتغل فيعجلها في صدر النهار كلّها » (٢) فإنها صريحة في المطلوب ، غير أنّ جهالة الراوي تمنع عن الاستدلال بها.
ويؤكدها ما هو المعلوم المبيّن من أن المعصومين عليهمالسلام لم يكونوا يصلّون شيئاً من النوافل قبل الزوال ، فلو كان سائغاً لصدر منهم ولو مرّة واحدة. وهذا مضافاً إلى معلوميته في نفسه تدل عليه بعض الأخبار أيضاً :
منها : صحيحة عمر بن أُذينة عن عدة أنهم سمعوا أبا جعفر عليهالسلام « يقول : كان أمير المؤمنين عليهالسلام لا يصلي من النهار شيئاً حتى تزول الشمس ولا من الليل بعد ما يصلي العشاء الآخرة حتى ينتصف الليل » (٣).
ولا يخفى أنّ ظاهر عبارة الوسائل أنّ هذه الرواية مروية عن محمد بن يحيى لرجوع الضمير في قوله : « وعنه ... » إلخ إليه ، وليس كذلك بل يرجع إلى علي ابن إبراهيم المذكور قبل ذلك ، وفي عبارته تقديم وتأخير جزماً قد صدر سهواً
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٢٣٢ / أبواب المواقيت ب ٣٧ ح ٤.
(٢) الوسائل ٤ : ٢٣١ / أبواب المواقيت ب ٣٧ ح ١.
(٣) الوسائل ٤ : ٢٣٠ / أبواب المواقيت ب ٣٦ ح ٥.