محمد بن عيسى العبيدي (١) الذي هو موثق على الأقوى ورواها الصدوق أيضاً بطريق آخر صحيح (٢) ، فالرواية مروية بثلاث طرق كلها معتبرة.
غير أن دلالتها على مطلب صاحب الحدائق قاصرة ، فان غايتها أنّ من حافظ على مواقيت الصلوات له عند الله عهد أن يدخله الجنة المساوق لغفران معاصيه ، وأما من لم يحافظ فليس هو مورداً لذلك العهد ، ولم يكن دخوله الجنة حتمياً ، بل إن شاء غفر له وأدخله الجنة ، وإن شاء عذّبه على سائر معاصيه ولم يغفرها له ، لا أنه يعذّبه على عدم المحافظة كي تكون معصية وحراماً. فهذه الصحيحة يقرب مضمونها من مرسلة الصدوق المتقدمة (٣) المتضمنة أن الصلاة أوّل الوقت رضوان الله ، وآخره عفو الله ، بالبيان الّذي قدمناه هناك فلاحظ.
ونحو هذه الصحيحة مرسلة الصدوق (٤) المتحدة مع هذه في المضمون ، فإنه مضافاً إلى ضعف سندها بالإرسال يرد على دلالتها ما عرفت.
ومنها : موثقة معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليهالسلام الواردة في قضية نزول جبرئيل لبيان تعيين الأوقات من أنه أتاه حين زالت الشمس فأمره فصلى الظهر ، ثم أتاه حين زاد الظل قامة فأمره فصلى العصر إلى أن قال : ثم أتاه من الغد حين زاد في الظل قامة فأمره فصلى الظهر ، ثم أتاه حين زاد في الظل قامتان فأمره فصلى العصر إلى أن قال : ما بينهما وقت » (٥) ، ونحوها غيرها إلا أنه حدّد في بعضها بالقدمين والأربع ، وفي البعض الآخر بالذراع والذراعين ومآلهما إلى شيء واحد كما لا يخفى.
وأما القامة التي في هذه الرواية فاما أن يراد بها الذراع أيضاً ، لما روي ذلك
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٦٧ / ١ ، ٢.
(٢) ثواب الأعمال : ٤٨ / ١.
(٣) في ص ٩٣.
(٤) الوسائل ٤ : ١١٠ / أبواب المواقيت ب ١ ح ١٠ ، الفقيه ١ : ١٣٤ / ٦٢٥. [ ولكن رواها في ثواب الأعمال مسندة ].
(٥) الوسائل ٤ : ١٥٧ / أبواب المواقيت ب ١٠ ح ٥.