عن تراثهم وحياة أسلافهم ، ولكن لا حياة لمن تنادي! ) (١).
وقد آن الأوان في عصرنا الحاضر الذي توفّرت فيه الإمكانيات المختلفة إلى تظافر الجهود المخلصة ، وتكاتف الأيدي الأمينة لإبراز ذلك التراث العظيم.
ونحنُ لا ننكر الجهود الفرديّة المشكورة التي قام بها بعض فضلائنا الأعزاء في هذا المضمار أمثال العلّامة الشيخ فرج العمران قدسسره والعلّامة الشيخ علي المرهون والعلّامة الشيخ عبد الله الخنيزي حفظهما الله وغيرهم من المعاصرين ، إلّا إنّ الجهود الفرديّة لا تفي بالحاجة ، ولا يكتمل بها العمل المطلوب ، إذ لا تستطيع تلك الجهود إخراج تراثنا الغزير بصورته اللائقة به ، فإنّ تحصيل مخطوطات أعلام المنطقة أمرٌ شاقّ ولا يتيسّر للأفراد ، فإنّها مبعثرة في المكتبات الخاصّة والعامّة في بلاد مختلفة ، فيحتاج تحصيلها إلى مصاعب كثيرة وأسفاراً متعدّدة ، كما أنّ تحقيقها ونشرها أشقّ وأصعب كما لا يخفى على ذوي الاختصاص ..
ومن هنا تمّ إنشاءُ هذه المؤسّسة المباركة ( دار المصطفى «ص» لإحياء التراث ) لتُعنى بتحقيق ونشر ذلك التراث المنسيّ ، وقد قطعت المؤسّسةُ بحمد الله تعالى شوطاً كبيراً في جمع عدد من مصوّرات المخطوطات التي ألّفها أعلام المنطقة من عدد من مكتبات العراق والجمهوريّة الإسلاميّة والبحرين والقطيف والأحساء ، وسوف ننشر فهرس المصوّرات في مجلّتنا ( التراث ) إن شاء الله تعالى. وما زال البحث مستمرّاً والعملُ قائماً على تحصيل جميع ما يخصّ المنطقة من تراث.
ومن جملة ما وفّقنا للحصول عليه هو مجموعة كبيرة من مؤلّفات العلّامة المحقّق آية الله العظمى الشيخ أحمد بن الشيخ صالح آل طعّان البحراني رحمهالله ( ت ١٣١٥ هـ ) ، فآثرت مؤسّستنا تحقيقها ونشرها لما فيها من ثروة علميّة متميّزة.
بين يدي الكتاب :
يشتمل كتابنا ( الرسائل الأحمديّة ) على مجموعة من مؤلّفات أحد أعلامنا
__________________
(١) أدب الطف ٨ : ١٤٦.