ثمالي ، إنّ الصلاة إذا أُقيمت جاء الشيطان إلى قرين الإمام ، فيقول : هل ذكر ربّه؟ فإن قال : نعم ، ذهب ، وإنْ قال : لا ، ركب على كتفيه ، فكان إمام القوم حتى ينصرفوا ».
قال : فقلت : جعلت فداك أليس يقرءون القرآن؟ قال : « بلى ، ليس حيث تذهب يا ثُمَالي ، إنّما هو الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (١).
١٣ ـ ومنها : ما رواه في ( البحار ) نقلاً من تفسير العيّاشي عن أبي حمزة الثمَالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، أنّه قال : قال لي أبو جعفر عليهالسلام : « يا ثُمَالي ، إنّ الشيطان ليأتي قرين الإمام فيسأله هل ذكر ربّه؟ فإنْ قال : نعم ، اكتسع فذهب ، وإنْ قال : لا ، ركب على كتفيه ، فكان إمام القوم حتى ينصرفوا ».
قال : قلت : جعلت فداك ما معنى ذكر ربّه؟ قال : « الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم » (٢).
أقول : لا يخفى على ذي بضاعة من تلك الصناعة ما دلّ عليه هذان الخبران من فضيلة الجهر بها ، والوقوع في شبك الشيطان عند الإسرار بها ، مع ما دلّا عليه من العموم لكلِّ موضع اشتمل على البسملة.
وقد مرّ في خبر العيّاشي : « أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا جاوزها عاد المنافقون إلى مواضعهم » (٣). فلا يبعد أن يكون حال الشيطان كذلك ، فيتأكّد الجهر بها على كلِّ حال.
والمراد بقرين الإمام هو الشيطان الموكّل من إبليس بإفساد صلاة الإمام ، وإيقاعه في شبك الوساوس الشيطانيّة والأوهام. ويدلّ عليه التصريح في خبر تفسير العيّاشي : بأنّ الشيطان الآتي يسأل الشيطان الذي هو قرين الإمام ، ففيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : « إذا أمَّ الرجل القوم جاء [ شيطان إلى (٤) ] الشيطان الذي هو قرين الإمام ، فيقول : هل ذكر الله؟ يعني : هل قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنْ قال : نعم ، هرب منه ، وإنْ قال : لا ، ركب عنق الإمام ، ودلّى رجليه في صدره ، فلم يزل الشيطان إمام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم » (٥). انتهى.
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٩٠ / ١١٦٢. (٢) البحار ٨٢ : ٧٤ ، تفسير العيّاشي ٢ : ٣١٨ / ٨٨.
(٣) تفسير العيّاشي ٢ : ٣١٨ / ٨٧ ، بتفاوتٍ يسيرٍ. (٤) من المصدر.
(٥) تفسير العيّاشي ١ : ٣٤ / ٧.