فعند ذلك قال إبراهيم : اللهمَّ اجعلني من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام.
قال : فأخبر الله تعالى في كتابه ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ) (١) » (٢). انتهى.
ووجدته أيضاً في بعض المجاميع العتيقة كما مرّ ، وفي كتابٍ قديم لبعض علمائنا ، قد اقتصر فيه على تفسير الآيات الواردة في فضائل الأئمّة الهداة ، ولم أعرفه ؛ لكونه مقطوع الطرفين ، ولعلّه كتاب ( شرف الدين ) ، بقرينة موافقته لما في ( البرهان ) و ( الحدائق ) ، أو كتاب ( ما نزل من القرآن في أهل البيت ) للشيخ الجليل محمّد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار ، المعاصر للكليني رحمهالله ، ويعرف أيضاً بتفسير محمّد بن العبّاس ، قال رحمهالله في تفسير قوله تعالى ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ) (٣) : ( ويؤيّد هذا التأويل أي : أنّ إبراهيم من شيعة عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام ما رواه الشيخ محمّد بن الحسن .. ). وساق السند والمتن كما مرّ ، إلّا إنّ فيه بعد قوله : « هؤلاء الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة ». زيادةً ، وهي : « فقال : إلهي ، بحقِّ الخمسة إلّا عرّفتني مَنِ التسعة؟ قيل : يا إبراهيم ، أوّلهم عليّ بن الحسين ... » ثمّ عدّهم إلى الحجّة عليهالسلام ، ثمّ قال عليهالسلام : « فقال إبراهيم (٤) .. »إلى آخره.
وروى أيضاً هذا الخبر الشريف والأثر الطريف صاحب ( تحفة الإخوان ) عن أبي بصير ، عن جابر ، عن الصادق عليهالسلام.
ورواه أيضاً المحدّث المبرور الشيخ حسين آل عصفور في ( شرح المفاتيح ) عن ( تفسير العيّاشي ) ، عن أبي بصير ، عن جابر الجعفي ، عن الصادق عليهالسلام.
مع أنّ صاحبي ( البرهان ) و ( الصافي ) مع كثرة نقلهما عنه لم يروياه عنه ، بل رواه أوّلهما كما سمعت ، وثانيهما لم يروه أصلاً.
ورواه أيضاً فيه عن ( مختصر البصائر ) (٥) للشيخ حسن بن سليمان الحلّي ، معبّراً
__________________
(١) الصافّات : ٨٣.
(٢) تفسير البرهان ٤ : ٦٠٠ / ٨٩٩٢ ، تأويل الآيات الظاهرة : ٤٨٥ ٤٨٦ ، الحدائق الناضرة ٨ : ١٧١.
(٣) الصافات : ٨٣.
(٤) تأويل الآيات الظاهرة : ٤٨٥.
(٥) البحار ٨٢ : ٨١ / ٢١ ، نقلاً عن مختصر البصائر.