العقليّة والنقليّة من السنّة النبويّة الدالّة على إثبات إمامتهم دون غيرهم أكثر من أنْ تحصى وأجلّ من أن تستقصى. وناهيك بكتاب ( الأَلفين ) دون سائر كتب الفريقين من شاهد عدل بلا مَيْنٍ. فبهذا ثبت إثبات إمامتهم بغيره وإنْ انضاف هو إليه.
وقولكم : ( وقد كان مثله أيضاً أنّه لا يعرف إلّا من جهتهم ) قد تقدّم جوابه في المسألة الاولى من عدم التوقّف على التفسير في بعضٍ حتى لو قيل بالتوقّف عليه مطلقاً ؛ لما قلنا ، فانتفى ما توهّم من الدور لاختلاف جهتي التوقّف والثبوت ، فهو من قبيل ما استدلّ به على كونه تعالى متكلّماً بإجماع الأنبياء ، مع أنّ ثبوت نبوّتهم موقوف عليه ظاهراً ، ولكن انتفى الدور لمنع توقّف الثبوت عليه ؛ لجواز تصديقهم بما سوى الكلام من المعجزات ، والله العالم.