فأعتقها ، فتزوّجها سيّد الخضرمي (١) فولدت له بلالاً ، وكان بلال قد خرج مع النّاس واُمّه قائمة تنتظره ، فسلّم عليها ابن عقيل فردّت عليه ، فقال لها : يا أمة الله ، أسقيني ماء. فدخلت فسقته ، فجلس وأدخلت الإناء ثمّ خرجت.
فقالت : يا عبد الله ، ألمْ تشرب! قال : بلى. قالت : فاذهب إلى أهلك ،
_________________
ثمّ سرّحوا به مع الأسارى والسّبايا إلى أبي بكر. وكان قد خطب أخته : (أمّ فروة) فزوّجه ولمْ يدخل بها ، ثمّ ارتدّ فأطلق أبوبكر أساره وأقلّه عثرته ، وقبل إسلامه وردّ عليه أهله ٣ / ٣٣٩. وعند وفاته ، قال : لوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً كنت ضربت عنقه ؛ فإنّه تخيّل إليّ أنّه لا يرى شرّاً إلاّ أعان عليه ٣ / ٤٣٠.
ولحق الأشعث بن قيس بجيش القادسيّة في ألف وسبعمئة من أهل اليمن ٣ / ٤٨٧ ورآه سعد فيمَن لهم منظر لأجسامهم وعليهم مهابة ولهم آراء ، فبثهم دُعاة إلى ملك الفرس ٣ / ٤٩٦.
وكان يحرّض قومه على حرب الفرس في القادسيّة لأسوة العرب ، وليس فيه كلام لله ٣ / ٥٣٩ ، ٥٦٠. وزحف في سبعمئة من كندة ، وقتل قائد فيلق الفرس : تُرك. الطبري ٣ / ٥٦٣. وطمع فيما أصاب خالد بن الوليد من الغنائم والأنفال فانتجعه ـ أي : طلب منه شيئاً ـ فأجازه بعشرة الآف ٤ / ٦٧.
واشترك في وقعة نهاوند ٤ / ١٢٩ ، واشترى سنة ثلاثين من عثمان ما كان من الأنفال في طيرناباد بالعراق بمال له في حضرموت ٤ / ٢٨٠ ، وبعثه سعيد بن العاص من الكوفة والياً على آذربايجان سنة (٣٤ ه) ٤ / ٣٣١ ، فمات عثمان وهو على آذربايجان ٤ / ٤٢٢ ، فدعاه علي (عليه السّلام) إلى بيعته والانصراف إليه لنصرته فبايعه ، وانصرف إليه ٤ / ٥٦١. وانتدب في صفّين لاسترجاع الماء من أصحاب معاوية ٤ / ٥٦٩ ، وهو الذي عصى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرضي بالتحكيم ورشّح الأشعري ، وأبى من رضي به الأمير (عليه السّلام) من ابن عبّاس أو الأشتر ، مصرّاً على الأشعري متبرّماً من القتال ٤ / ٥١. وهو أوّل من كُتبت شهادته على صحيفة التحكيم ، ودعا الأشتر للإمضاء فأبى الأشتر وشتمه وسبّه ، وخرج الأشعث بالكتاب يقرؤه على النّاس ٥ / ٥٥.
وأبى على عليٍّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعد النّهروان التوجّه إلى معاوية ، وأصرّ على الرجوع إلى الكوفة بحجّة الاستعداد ٥ / ٨٩.
وكان عثمان قد طعمه خراج آذربايجان مئة ألف كلّ سنة ٥ / ١٣٠ ، وكان قد بنى مسجداً بالكوفة ٥ / ٢٢.
(١) هو سيّد بن مالك الحضرمي ، قِيل : هو الذي قتل عبد الله بن مسلم في كربلاء ، وابنه بلال دلّ على موضع مسلم بمنزلهم فأدّى إلى قتله (عليه السّلام).