[زبالة] (١)
زبالة (٢) [فـ] ـسقط إليه [خبر] مقتل أخيه من الرضاعة عبد الله بن يقطر (٣) ، فأخرج للنّاس كتاباً [ونادى] : «بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد : فقد أتانا خبر فضيع ، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلتنا شيعتنا (٤) فمَن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف ، ليس عليه منّا ذمام».
فتفرّق النّاس عنه تفرّقاً ، فأخذوا يميناً وشمالاً حتّى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة.
وإنّما فعل ذلك ؛ لأنّه إنّما تبعه الأعراب ، لأنّهم ظنّوا أنّه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله ، فكره أنْ يسيروا معه إلاّ وهم يعلمون علامَ يقدمون ، وقد علم أنّهم إذا بيّن لهم لمْ يصحبه إلاّ مَن يُريد مواساته والموت معه (٥).
فلمّا كان من السّحر أمر فتيانه فاستقوا الماء وأكثروا ، ثمّ سار حتّى مرّ بـ :
_________________
(١) تقع قبل الشقوق للذاهب إلى مكّة من الكوفة ، وفيها : حصن وجامع لبني أسد. وزبالة : اسم امرأة من العمالقة ، كما في معجم البلدان.
(٢) قال أبو مِخْنف : عن أبي جناب الكلبي ، عن عدي بن حرملة ، عن عبد الله بن سليم ٥ / ٣٩٨. والإرشاد / ٢٢٢ ، ط النّجف.
(٣) سبقت ترجمته ، وإنّ اُمّه كانت حاضنة للحسين (عليه السّلام) ؛ فلذلك قِيل فيه : أنّه أخوه.
(٤) هذا تصريح من الإمام (عليه السّلام) بخذلان شيعته بالكوفة ، وهو أوّل إعلان بأخبار الكوفة ومقتل مسلم (عليه السّلام) ، وإنْ كان بلغه الخبر قبل هذا في منزل زرود ، ولكن الظاهر : أنّه بقي سرّاً ما دون الحاضرين بمجلس الخبر إذ ذاك بأمر الإمام (عليه السّلام) حتّى أعلنه لهم هنا.
(٥) هذا تمام الكلام في أنّ الإمام (عليه السّلام) لماذا كان يأذن لهم بالانصراف عنه ، وفيه الكفاية عن كلّ كلام؟