[بطن العقبة] (١)
بطن العقبة ، فنزل بها (٢) [فسأله أحد بني عكرمة] : إنّي أنشدك الله لمّا انصرفت ، فوالله ، لا تقدم إلاّ على السّنة وحدّ السّيوف ، فإنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطّئوا لك الأشياء ، فقدمت عليهم كان ذلك رأياً ؛ فأمّا على هذه الحال التي تذكرها ، فإنّي لا أرى لك أنْ تفعل.
فقال (ع) : «له يا عبد الله ، إنّه ليس يخفى عليّ الرأي ما رأيت ، ولكنّ الله لا يغلب على أمره» (٣). ثمّ ارتحل منها (٤).
[شراف] (٥)
[و] أقبل الحسين (عليه السّلام) حتّى نزل شراف. فلمّا كان في السّحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ، ثمّ ساروا منها فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النّهار.
ثمّ إنّ رجلاً ، قال : الله أكبر. فقال الحسين (عليه السّلام) : «الله أكبر ، ممّ كبّرت؟». قال : رأيت النّخل. فقال له الأسديان [عبد الله بن سليم والمذري بن المُشمَعلّ] : إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قط. فقال الحسين (عليه السّلام) : «فما
_________________
(١) منزل في طريق مكّة بعد واقصة وقبل القاع لمّن يُريد مكّة.
(٢) قال أبو مِخْنف : حدّثني أبو علي الأنصاري ، عن بكر بن مصعب المزني ، قال ٥ / ٣٩٨. والإرشاد / ٢٢٢ ، ط النّجف.
(٣) وفي الإرشاد / ٢٢٣ ، ثمّ قال (ع) : «والله ، لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقه من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم مَن يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ فرق الأمم». وكذلك عنه في إعلامَ الورى / ٢٣٢.
(٤) قال أبو مِخْنف : فحدّثنى لوذان أحد بني عكرمة أنّ أحد عمومته حدّثه ٥ / ٣٩٩.
(٥) بينها وبين واقصة ميلان ، وهي قبل العراق ، نزل بها سعد قبل القادسيّة ، منسوبة إلى رجل يُدعى : شراف استخرج بها عيناً ، ثمّ أحدثت آبار كبار كثيرة عذبة ، كما في معجم البلدان.