ـ ياخالُ ـ أنْ تسير إلى الحسين (ع) فتأثم ـ بربّك ـ وتقطع رحمك ، فوالله ، لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها ـ لو كان لك ـ خير لك من أنْ تلقى الله بدم الحسين (ع). فقال له عمر بن سعد : فإنّي أفعل إنْ شاء الله (١).
وتصاب سلسلة أخبار أبي مخنف هنا في رواية الطبري بالانقطاع والانتقال إلى نزول ابن سعد بكربلاء ، ويملأ الطبري هذا الفراغ بخبر عن عوانة بن الحكم ، لابدّ لنا منه لوصل الحلقات :
قال هشام : حدّثني عوانة بن الحكم ، عن عمّار بن عبد الله بن يسار الجهني ، عن أبيه قال :
دخلت على عمر بن سعد وقد أمر بالمسير إلى الحسين (عليه السّلام) ، فقال لي : إنّ الأمير أمرني بالمسير إلى الحسين (ع) فأبيت ذلك عليه ، فقلت له : أصاب الله بك ، أرشدك الله أحِلْ ، فلا تفعل ولا تسر إليه.
قال : فخرجت من عنده فأتاني آتٍ وقال : هذا عمر بن سعد يندب النّاس إلى الحسين (ع). قال : فأتيته ، فإذا هو جالسّ ، فلمّا رآني أعرض بوجهه ، فعرفت أنّه قد عزم على المسير إليه ، فخرجت من عنده.
قال ، فأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد ، فقال : أصلحك الله! إنّك ولّيتني هذا العمل وكتبت لي العهد وسمع النّاس به [يعنّي : عهد الري] ، فإنْ رأيت أنْ تنفّذ لي ذلك فافعل ، وابعث إلى الحسين (ع) في هذا الجيش من أشراف الكوفة ، من لست بأغنى ولا أجزأ عنك في الحرّب منه ، فسمّى له أناساً.
_________________
سعد العجلي ـ وهو يومئذٍ على شرطة حمزة بن المغيرة ـ بعهده على همذان ، وأنْ يُوثق حمزة بن المغيرة في الحديد ويحبسه ، فأوثقه وحبسه ٥ / ٢٩٤.
(١) قال أبو مخنف : حدّثني عبد الرحمن بن جندب ، عن عقبة بن سمعان قال ٥ / ٤٠٧. وبنفس السّند أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين / ٧٤. ذكر عقبة : عتبة بن سمعان الكلبي ، وروى المفيد الخبر في الإرشاد / ٢٢٦.