الصادق (عليه السّلام) (ت ١٤٨ هـ) ، بلا واسطة (١) ، وهذا ممّا يؤيده النّجاشي ـ ره ـ إذ قال ، وقِيل : إنّه روى عن أبي جعفر (عليه السّلام) ، ولمْ يصح (٢) ، ولمْ يروِ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السّلام) ، مع أنّه عاش بعد الإمام الصادق (عليه السّلام) (ت ١٤٨ هـ) معاصراً للإمام الكاظم (عليه السّلام) عشر سنين ؛ ولهذا لمْ يعدّه أحد من أصحابه.
وهذا ممّا قد يدلّنا على أنّّه لمْ يكن شيعيّاً ، ومن صحابة الأئمة (عليه السّلام) بالمعنى المصطلح الشيعي الإمامي الذي يعبّر عنه العامّة ، بـ (الرافضي) ، وإنّما كان شيعيّاً في الرأي والهوى كأكثر الكوفيّين ، غير رافض لمذهب عامّة المسلمين آنذاك.
وقد يكون ممّا يؤيد هذا : أنّ أحداً من العامّة لمْ يرمه بالرفض ، كما هو المعروف من مصطلحهم : أنّهم لا يقصدون بالتشيّع سوى الميل إلى أهل البيت (عليه السّلام) ، وأمّا من علموا منه اتّباع أهل البيت (عليه السّلام) في مذهبه ؛ فإنّهم يرمونه بالرفض لا التشيّع فحسب ، وهذا هو الفارق في مصطلحهم بين الموردين. قال فيه الذهبي : أخباري تالف لا يُوثق به ، تركه أبو حاتم وغيره. وقال ابن معين : ليس بثقة. وقال مرّة : ليس بشيء. وقال ابن عدي : شيعي محترق صاحب أخبارهم (٣) ، فلمْ يرمه أحد منهم بالرفض ، بينما نراهم يرمون مَن ثبت أنّه على مذهب أهل البيت (عليه السّلام) بالرفض.
ويصرّح ابن أبي الحديد بهذا ، فيقول : وأبو مِخْنف من المحدّثين ، وممّن يرى صحّة الإمامة بالإختيار ، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجاله (٤).
_________________
(١) انظر : ٥ / ٤٥٣ ـ ، خبر مصرع الحسين (عليه السّلام).
(٢) ص / ٢٢٤ ، ط الحجرية ـ الهند.
(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٢٠ ، ط الحلبي. والمحترق بمعنى : المتعصب ، كما جاء في الميزان بشأن الحارث بن حصيرة ، هو من : المحترقين ، وليس المخترق كما قد يتوهم.
(٤) تأسيس الشيعة / ٢٣ ٥ ، ط بغداد. وقد عدّدت موارد رواية الطبري عن أبي مِخْنف ، فكان زهاء