من ابن سميّة (١) ، فانْ لمْ تنصروهم فأعيذكم بالله أنْ تقتلوهم ، فخلّوا بين الرجل
_________________
(١) سميّة : هي اُمه الزانية. كانت من ذوات الأعلامَ بالجأهلية ، فزنى بها ستّة من قريش فولدت زياداً فتنازعوا عليه ، فلمْ يُعرف أبوه ، فكان يُدعى بزياد بن أبيه أو زياد بن عبيد ، أو زياد بن سميّة حتّى استلحقه معاوية بأبيه أبي سفيان ، فقِيل : زياد بن أبي سفيان.
فلما ولاّه معاوية الكوفة وأخذ حجراً واستشهد عليه الشهود ورأى فيهم اسم شدّاد بن بزيعة ، فقال : ما لهذا أب يُنسب إليه؟ ألقوا هذا من الشهود. فقِيل له : أنّه أخو الحصين وهو ابن المنذر. قال : فانسبوه إلى أبيه. فكُتب ونُسب إلى أبيه. فبلغت هذه الكلمة شدّاداً ، فقال : ويلي على ابن الزانية! أو ليست اُمّه أعرف من أبيه؟ والله ، ما كان يُنسب إلاّ إلى اُمّه سميّة ٥ / ٢٧٠.
وكان يزيد بن مفرّغ الحميري مع عبّاد بن زياد ، أخي عبيد الله في حروب سجستان فأصابهم ضيق ، فهجا ابن المفرّغ عبّاداً ، فقال :
إذا أودى معاوية بن حرب |
|
فبشر سعب قعبك بانصداع |
فاشهد ان اُمّك لم تباشر |
|
أبا سفيان واضعة القناع |
ولكن كان أمراً فيه لبس |
|
حواست جمع كن |
وقال :
إلاّ أبلغ معاوية بن حرب |
|
مغلغلة من الرجل اليمنّي |
أتغضب أن يُقال أبوك عفّ |
|
وترضى ان يُقال أبوك زانى |
فاشهد أن رحمك من زياد |
|
كرحم الفيل من ولد الأتان |
وقدم رجل من آل زياد ـ يُقال له : الصغدي بن سلم بن حرب ـ على المهدي العبّاسي وهو ينظر المظالم ، فقال له : مَن أنت؟ قال : ابن عمّك. قال : أيّ ابن عميّ أنت؟ فانتسب إلى زياد. فقال له المهديّ : يابن سميّة الزانية ، متى كنت ابن عميّ؟ وأمر به فوجئ عنقه وأُخرج.
ثمّ التفت المهدي إلى مَن حضر ، فقال : مَن عنده علم من آل زياد؟ فلمْ يكن عند أحد منهم شيء ، فلحق منهم رجل يُدعى : عيسى بن موسى أو موسى بن عيسى بأبي علي سليمان ، فسأله أنْ يكتب له كلّ ما يُحدّث به في زياد وآل زياد حتّى يذهب به إلى المهدي ، فكتبه وبعث به إليه.
وكان هارون الرشيد إذ ذاك والي البصرة من قبل المهدي ، فأمر المهدي بالكتاب إلى هارون الرشيد يأمره أنْ يُخرج آل زياد من ديوان قريش والعرب. فكان فيما كتب أنّه قال :
وقد كان من رأي معاوية بن أبي سفيان في استلحاقه زياد بن عبيد ـ عبد آل علاج من ثقيف ـ وادّعائه ما أباه ـ بعد معاوية ـ عامّة المسلمين وكثير منهم في زمانه ، لعلمهم بزياد وأبي زياد واُمّه من أهل الرضا والفضل والورع والعلم.