[فـ] ـكان معتمّاً [على القَلنسوة بالخزّ الأسود] ، وعليه قميص (١) [و] جبّة من خزّ. وكان مخضوباً بالوسمة ، وهو يُقاتل قتال الفارس الشجاع ، يتّقي الرّمية ويفترص العورة ، ويشدّ على الخيل (٢).
وأقبل شمر بن ذي الجوشن في نفر ، نحومن عشرة من رجّالة أهل الكوفة قبل منزل الحسين (ع) الذي فيه ثقله وعياله ، فمشى نحوه فحالوا بينه وبين رحله
_________________
كما في مجمع البحرين ـ وذكر الخبر المفيد في الإرشاد / ٢٤١ باسم : مالك بن اليسر.
قال هشام : عن أبيه محمّد بن السّائب ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباته ، قال : حدثني من شهد الحسين (عليه السّلام) في عسكره : أنّ حسيناً (عليه السّلام) حين غلب على عسكره ركب المسنّاة يُريد الفرات ، وضرب فرسه.
فقال رجل من بني ابن بن دارم : ويلكم! حولوا بينه وبين الماء.
فاتبعه النّاس حتّى حالوا بينه وبين الفرات.
وانتزع الأُباتي سهماً فأثبته في حنك الحسين (عليه السّلام) ، فانتزع الحسين (ع) السّهم وبسط كفيّه فامتلأت دماً ، فقال :
«اللهمّ ، انّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك ، اللهمّ ، أظمه».
قال القاسم بن الأصبغ : لقد رأيت [ـه] وعنده عساس فيها اللّبن ، وقلال فيها الماء ؛ والماء يُبرّد له فيه السكّر [فـ] ـيقول : ويلكم ، اسقوني! قتلني الظمأ! فيُعطى الفلّة أو العُسّ فيشرّبه ، فإذا نزعه من فيه ، اضطجع الهنيهة ثمّ يقول : ويلكم ، اسقوني! قتلني الظمأ! فوالله ، ما لبث إلاّ يسيراً ، حتّى انقدّ بطنه انقداد بطن البعير. ورواه أبو الفرج عن أبي مِخْنَف / ٧٨ ، ط النّجف.
قال هشام : حدّثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجُعفي ، قال : عطش الحسين (عليه السّلام) حتّى اشتدّ عليه العطش ، فدنا ليشرب من الماء فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه ، فجعل يتلقّى الدّم من فمه ويرمي به إلى السّماء ، فقال : «اللهمّ ، أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على الأرض منهم أحداً». ٥ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠.
حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨.
(١) حدّثني الصقعب بن زهير ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٥٢.
(٢) عن الحجّاج ، عن عبد الله بن عمّار البارقي ، قال ٥ / ٤٥٢.