فقال الحسين (عليه السّلام) : «ويلكم! إنْ لمْ يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً ذوي أحساب ، امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهالكم».
فقال ابن ذي الجوشن : ذلك لك يابن فاطمة. وأقدم عليه بالرجّالة فأخذ الحسين (عليه السّلام) يشدّ عليهم ، فينكشفون عنه (١).
قال عبد الله بن عمّار البارقي : (٢) شدّت عليه رجّالة ممّن عن يمينه وشماله ، فحمل على من عن يمينه حتّى ذعروا ، وعلى من عن شماله حتّى ذعروا ، فوالله ، ما رأيت مكسوراً قط ـ وقد قُتل وُلده وأهل بيته وأصحابه ـ أربط جأشاً ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً منه ، والله ، ما رأيت قبله ولا بعده مثله ، إن كانت الرجّالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب.
وقد دنا عمر بن سعد من حسين (عليه السّلام) إذ خرجت زينب ابنة فاطمة أخته ، فقالت : يا عمر بن سعد ، أيُقتل أبوعبد الله ، وأنت تنظر إليه؟! [فـ] ـصرف بوجهه عنها (٣). [و] كأنّي أنظر إلى دموع عمر ، وهي تسيل على خدّيه ولحيته (٤).
وهو (عليه السّلام) يشدّ على الخيل ، ويقول :
«أعلى قتلي تحاثّون : أمَا والله ، لا تقتلون بعدي عبداً من عباد الله أسخط
_________________
(١) قال أبومِخْنَف في حديثه ٥ / ٤٥٠. ورواه أبو الفرج / ٧٩.
(٢) هوراوي خبر أمر أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعمل الجسر على الفرات ، حين مضيّه إلى صفّين سنة (٢٦ هـ) ٤ / ٥٦٥.
(٣) ورواه المفيد في الإرشاد / ٢٤٢ ، ط النّجف.
(٤) عن الحجّاج عن عبد الله بن عمّار البارقي ٥ / ٤٥١. ورواه المفيد في الإرشاد ، عن حميد بن مسلم / ٢٤١.