عليكم لقتله منّي! وأيم الله ، إني لأرجوأنْ يُكرمني الله بهوانكم ، ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون (١) أمَا والله ، لوقد قتلتموني لقد ألقى الله بأسكم بينكم وسفك دمائكم ، ثمّ لا يرضى لكم حتّى يُضاعف لكم العذاب الأليم» (٢).
ثمّ إنّ شمر بن ذي الجوشن أقبل في الرجّالة نحوالحسين [(عليه السّلام) ، وفيهم] سنان بن أنس النّخعي وخوْليّ بن يزيد الأصبحي (٣) ، وصالح بن وهب اليزني والقشعم بن عمروالجُعفي ، وعبد الرحمن الجُعفي (٤) ، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرّضهم [فـ] ـأحاطوا [بالحسين (عليه السّلام)] أحاطةً.
وأقبل إلى الحسين (عليه السّلام) غلام من أهله (٥) ، فقال الحسين [(عليه السّلام) لـ] أخته زينب ، ابنة علي (ع) : «احبسيه». فأخذته أخته زينب ابنة علي (ع) لتحبّسه ، فأبى الغلام وجاء يشتدّ إلى الحسين (عليه السّلام).
_________________
(١) ولقد أُجيبت دعوة الإمام (عليه السّلام). فأصبح المختار وبعث أبا عمرة إلى عمر بن سعد وأمره أنْ يأتيه به ، فجاءه حتّى دخل عليه. فقال : أجبْ الأمير. فقام عمر فعثر في جبّة له ، فضربه أبوعمرة بسيفه فقتله. وجاء برأسه في أسفل قبائه حتّى وضعه بين يدي المختار.
وكان حفص بن عمر بن سعد جالسّا عند المختار ، فقال له المختار : أتعرف هذا الرأس؟! فاسترجع ، وقال : نعم ، ولا خير في العيش بعده. فقال المختار : فإنّك لا تعيش بعده. وأمر به فقتل ، وجعل رأسه مع رأس أبيه ٦ / ٦١.
(٢) حدّثني الصقعب بن زهير ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٥٢.
(٣) بعث المختار إليه معاذ بن هانئ بن عدي الكندي ، ابن أخى حجر ، ومعه أبا عمرة صاحب حرسه ، فاختبأ خوْليّ في مخرجه ، فأمر معاذ أبا عمرة أنْ يطلبه في الدار فدخلوا فخرجت إليهم امرأته. فقالوا لها : أين زوجك؟ قالت : لا أدري ، وأشارت بيدها إلى المخرج. فدخلوا فوجدوه قد وضع على رأسه قوصرة التمر فأخرجوه ، فأحرقوه ٦ / ٥٩.
(٤) كان من الشهود على حجر بن عدي الكندي ٥ / ٢٧٠. وكان يوم عاشوراء على ربع مذحج وأسد لعسكر عمر بن سعد ٥ / ٤٢٢ ، كما سبق.
(٥) ذكره المفيد في الإرشاد / ٢٤١ أنّه : عبد الله بن الحسن ، وموارد الإشارة تُشير إلى ذلك. وقد سبق عن أبي مِخْنَف : أنّه رماه حرملة بن كأهل بسهم ، فقتله. وروى هذه الرواية ـ هنا ـ أبو الفرج ، عن أبي مِخْنَف ، عن سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال / ٧٧ ، ط النّجف.