فغُلّ بُغلّ إلى عنقه ، ثمّ سرّح بهنّ مع محفّز بن ثعلبة العائذي [القرشي] (١) وشمر بن ذي الجوشن ، فانطلقا بهم حتّى قدموا على يزيد (٢).
[و] لمّا وضُعت الرؤوس ـ رأس الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه ـ بين يدي يزيد ، قال :
يفلّقن هاماً من رجال اعزّة |
|
علبنا وهم كانوا أعقّ وأظلما (٣) و (٤) |
فقال يحيى بن الحكم أخومروان بن الحكم (٥) :
_________________
(١) كان في حروب القادسيّة وقبلها من سنة (١٣ هـ). ويُروى عنه أخبارها ٣ / ٤٦٥ ـ ٤٧٧. والمفيد في الإرشاد / ٢٥٤.
(٢) قال أبومِخْنَف ٥ / ٤٥٩.
(٣) من القصائد المفضليّات للحصين بن همام المري ، كما في ديوان الحماسة ١ / ١٩٣.
(٤) حدّثني الصقعب بن زهير ، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد ٥ / ٤٦٠ ، والمفيد في الإرشاد / ٢٤٦ ، ط النّجف ، والمسعودي ٣ / ٧٠ ، والخواص / ٢٦٢. وروى السّبط عن الزهري ، أنّه قال : لمّا جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره على جيرون ، فأنشد لنفسه :
لما بدت تلك الحمول واشرّقت |
|
تلك الشموس على ربي جيرود |
نعب الغراب فقتل نح أولا تنح |
|
فلقد قضيت من الغريم ديوني! |
وقال : والمشهور عن يزيد في جميع الروايات : أنّه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام ، وجعل يُنكت عليه بالخيزران ، ويقول بأبيات ابن الزبعرى :
ليت أشياخى ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع السّل |
قد قتلنا القرن من ساداتهم |
|
وعدلناه ببدر فاعتدلّ |
قال ، وزاد الشعبي :
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لست من خندف ان لم انتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل |
ثمّ حكى عن القاضى ابن يعلى ، عن أحمد بن حنبل ، أنّه قال : إنْ صحّ ذلك عن يزيد ، فقد فسق. وقال مجاهد : قد نافق / ٢٦١.
(٥) كان مع أخيه مروان بن الحكم حاضراً في حرب الجمل بالبصرة ، وجُرح وفرّ منهزماً حتّى لحق بمعاوية في الشام سنة (٣٧ هـ) ٤ / ٥٣٥. وتولّى المدينة / لابن أخيه عبدالملك بن مروان سنة (٧٥ هـ) ٦ / ٢٠٢ ، فكان عليها حتّى سنة (٧٨ هـ) ، ثمّ بعثه عبدالملك في غزاة ٦ / ٣٢١ ، وهذا آخر عهدنا به. وقد تزوّج هشام بن