وعبد الله بن عمر (١) ، وعبد الله بن الزبير (٢) ، وعبد الرحمن بن أبي بكر (٣).
فأمّا عبد الله بن عمر ، فرجل قد وقذته (٤) العبادة ، وإذا لمْ يبقَ أحد غيره بايعك ؛
وأمّا الحسين بن علي (ع) ، فانّ أهل العراق لن يدعوه حتّى يخرجوه (٥) فإنْ
_________________
(١) تخلّف عن بيعة علي (عليه السّلام) بعد عثمان ، وقال له علي (عليه السّلام) : «إنّك لسيّء الخلق صغيراً وكبيراً». ٤ / ٤٢٨ ، أو قال (عليه السّلام) : «لولا ما أعرف من سوء خلقك صغيراً وكبيراً ؛ لأنكرتني». ٤ / ٤٣٦ ، لكنّه منع أخته حفص من الخروج مع عائشة ٤ / ٤٥١ ، وامتنع من إجابة طلحة والزبير للخروج معهما على علي (عليه السّلام) ٤ / ٤٦٠ ، وكان سهر أبي موسى الأشعري ، فلمّا دُعي إلى التحكيم ، دعاه أبو موسى ودعا معه جماعة ودعا عمرو بن العاص إلى تأميره فأبى عليه ، فلمّا صار الأمر إلى معاوية ذهب إليه ٥ / ٥٨ ، وهو وإنْ لمْ يبايع يزيد الآن ، ولكنّه كتب إليه كتاباً بعد مقتل الحسين (عليه السّلام) في تخلية سبيل المختار صهره ، فأجابه يزيد إلى ما يريد ، فلعلّه كان قد بايع بعد هذا ٥ / ٥٧١. وينصّ المسعودي على أنّه : قد بايع بعد هذا الوليد ليزيد ، والحجّاج لمروان. مروج الذهب ٢ / ٣١٦.
(٢) وُلد في السّنة الأولى أو الثانية من الهجرة ، ودافع عن عثمان يوم الحصار حتّى جرح ٤ / ٣٨٢ ؛ وذلك بأمر أبيه الزبير ٤ / ٣٨٥ ، وكان عثمان قد أوصى إلى الزبير بوصيّة ٤ / ٣٨٧ واشترك مع أبيه في حرب الجمل ومنع أباه من التوبة والرجوع ٤ / ٥٠٢ ، وقد أمّرته عائشة على بيت المال بالبصرة ، وهو أخوها من اّمّه : اُمّ رومان ٤ / ٣٧٧ ـ وجُرح فاستخرج فطاب ٤ / ٥٠٩. وعبّر عنه علي (عليه السّلام) : «ابن السّوء» ٤ / ٥٠٩.
وكان مع معاوية فأرسله مع عمرو بن العاص لمقاتلة محمّد بن أبي بكر ، فلمّا أراد عمرو بن العاص قتل محمّد تشفّع فيه ، فلم يشفّعه معاوية ٥ / ١٠٤ ، وخرج بمكّة بعد مقتل الحسين (عليه السّلام) ٥ / ٤٧٤ ، وأخذ يجالد بها اثني عشرة سنة حتّى قتله الحجّاج على عهد عبد الملك بن مروان في جمادى الأولى سنة (٧٣ هـ) ٦ / ١٨٧. وقُتل أخوه مصعب في الأنبار قبله بسنة ، سار إليه عبد الملك بنفسه.
(٣) قال في أُسد الغابة : خرج عبد الرحمن بن أبي بكر إلى مكّة قبل أنْ تتمّ البيعة ليزيد ، فمات بمكان اسمه : (حبشي) على نحو عشرة أميال من مكّة سنة (٥٥ هـ) ، وهذا لا يتّفق مع هذه الوصيّة ، والله أعلم.
(٤) أي : أنهكته وأتعبته.
(٥) عرف هذا ممّا كاتب به أهل العراق إلى الإمام (عليه السّلام) ، وهو بالمدينة بعد وفاة أخيه الإمام الحسن (عليه السّلام) ، كما رواه اليعقوبي ٢ / ٢١٦ ، وفيه : أنّهم ينتظرون قيام الإمام بحقّه وقد سمع بذلك معاوية ، فعاتب الإمام على هذا ، فكذّبه فسكت عنه.