النّعمان بن بشير الأنصاري (١) ، وأمير البصرة عبيد الله بن زياد (٢).
_________________
وسكن سعد في القصر بحيال محراب المسجد ، وجعل فيه بيت المال فنُقب عليه نقباً وأُخذ المال ، فكتب سعد بذلك إلى عمر ونقل المسجد وأراغ بنيانه ، ثمّ أنشأه من نقض آجر قصر كان للأكاسرة في ضواحي الحيرة ، وجعل المسجد بحيال بيوت الأموال منه إلى منتهى القصر على القبلة ، فكانت قبلة المسجد إلى ميمنة القصر وكان بنيانه على رخام كانت لكسرى ٤ / ٤٦ ـ.
ونهج في قبلة المسجد أربعة مناهج وفي شرقيّة وغربيّة ثلاثة مناهج ، وممّا يلي صحن المسجد والسوق خمسة مناهج ، فأُنزل في القبلة بني أسد على طريق وبين بني أسد والنخع طريق ، وبين النخع وكندة طريق ، وبين كندة والأزد طريق. وأُنزل في شرقي الصحن الأنصار ومزينة على طريق ، وتميماً ومحارباً على طريق ، وأسداً وعامراً على طريق. وأُنزل في غربي الحصن بجلة بجيلة على طريق ، وجديلة وأخلاطاً على طريق ، وسليماً وثقيفاً على طريقين ممّا يلي صحن المسجد ، وهمدان على طريق ، وبجيلة على طريق ، وتيم اللات وتغلب على آخرهم ، فهذه مناهجها العظمى. وبنوا مناهج دونها تحاذي هذه ثمّ تلاقيها ، وأخر تتبعها دونها في الذرع والمحال من ورائه. وكانت الأسواق على سنّة المساجد من سبق إلى مقعد ، فهو له حتّى يقوم منه أو يفرغ من بيعه ٤ / ٤٥ ـ ٤٦ ، وكان بها أربعة آلاف فرس عدّة لكون إن كان ٤ / ٥١.
(١) الخزرجي ، عدّه الشيخ في رجاله / ٣٠ : من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وعدّه الطبري ٤ / ٤٣٠ : فيمن تخلّف عن بيعة علي (عليه السّلام) بعد عثمان ولحق بمعاوية ، فكان معه في صفّين ، ثمّ بعثه معاوية ليغير على (عين تمر) فأغار عليه ، كما في الطبري ٥ / ١٣٣ ، حوادث سنة (٣٩ هـ) ، ثمّ ولاّه معاوية الكوفة سنة (٥٨ هـ) ، فكان عليها حتّى هلك معاوية وقام بالأمر يزيد حتّى جاءها عبيد الله بن زياد أميراً عليها من قبل يزيد سنة (٦٠ هـ) ، فخرج إلى يزيد فكان عنده حتّى قُتل الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فذهب بأهله (عليه السّلام) بأمر يزيد إلى المدينة ٥ / ٤٦٢. ورجع إلى الشام فكان عند يزيد حتّى بعثه إلى الأنصار بالمدينة يخذّلهم عن عبدالله بن حنظلة ، ويحذّرهم من مخالفة يزيد فلمْ يسمعوا له / ٤٨١.
(٢) عبيد الله بن زياد ولد سنة (٢٠ هـ) ٥ / ٢٩٧ ، حبسه بسر بن أرطاة في البصرة سنة (٤١ هـ) مع أخويه ، عبّاد وعبد الرحمن ، وكتب إلى زياد : لتقدمنّ على معاوية أو لأقتلنّ بنيك ٥ / ١٦٨. وهلك أبوه زياد سنة (٥٣ هـ) ٥ / ٢٨٨ ، فوفد ابنه عبيد الله على معاوية فولاه خراسان سنة (٥٤ هـ) ٥ / ٢٩٧ ، ثمّ ولاّه البصرة سنة (٥٥ هـ) فترك على خراسان أسلم بن زرعة الكلبي ورجع إلى البصرة ٥ / ٣٠٦. ولمّا كان على خراسان غزا جبال بخارى ففتح مدينتي : راميثنة وبيكند ، فأصاب منهما ألفين من رماة البخاريّة فاستألفهم وقدم بهم البصرة ٥ / ٢٩٨ ، وولّى عبّاد بن زياد على سجِستان ، وعبد الرحمن بن زياد خراسان مع أخيه عبيد الله ٥ / ٣١٥ فكان عليها سنتين ٥ / ٣١٦ ، ثمّ ولّى عبيد الله بن زياد على كرمان أيضاً فبعث إليها شريك بن الأعور الحارثي الهمداني ٥ / ٣٢١.