ولمْ يكن ليزيد همّة إلاّ بيعة النفر الذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد ـ حين دعا النّاس إلى بيعته وأنّه وليّ عهده من بعده ـ والفراغ من أمرهم.
فكتب إلى الوليد : بسم الله الرحمن الرحيم ، من يزيد ، أمير المؤمنين إلى الوليد بن عُتبة ... أمّا بعد ، فانّ معاوية كان عبداً من عباد الله ، أكرمه الله واستخلفه ، وخوّله ومكّن له ، فعاش بقدر ومات بأجل فرحمه الله ، فقد عاش محموداً ، ومات برّاً تقياً ، والسّلام.
وكتب إليه في صحيفة كأنّها أذن فارة : أمّا بعد ، فخذ حسين (ع) ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتّى يبايعو ، والسّلام (١) و (٢).
_________________
وعزل يزيد عبّاداً عن سجِستان ، وعبد الرحمن عن خراسان ، وولاّهما سلم بن زياد أخاهما. فبعث إلى سجِستان أخاه يزيد بن زياد ٥ / ٤٧١ ، ثمّ ولاّه يزيد الكوفة أيضاً فذهب إليها سنة (٦٠ هـ) وخلّف البصرة أخاه عثمان بن زياد ٥ / ٣٥٨ ، وقُتل الحسين (عليه السّلام) وله ٤٠ سنة ، ثمّ رجع من الكوفة إلى البصرة سنة (٦١ هـ) فلمّا هلك يزيد ومعاوية ـ ابنه ـ ، بايعه أهل البصرة حتّى يصطلح النّاس على خليفة ، ثمّ خالفوه فلحق بالشام ٥ / ٥٠٣ ، ومعه أخوه عبد الله سنة (٦٤ هـ) ٥ / ٥١٣ ، فبايع مروان بن الحكم وحرّضه على حرب العراق ، فبعثه إليها ٥ / ٥٣٠ فحارب التوّابين سنة (٦٥ هـ) ، فهزمهم ٥ / ٥٩٨ ، ثمّ حارب المختار سنة (٦٦ هـ) ٦ / ٨١ ، فقتل ومن معه من أهل الشام سنة (٦٧ هـ) ٦ / ٨٧.
(١) ٥ / ٣٣٨. قال هشام بن محمّد عن أبي مِخْنف ... : وهذا أوّل أخبار متعددة ، يعطف الطبري بعضها على بعض فيقول في أوّل كلّ خبر ، قال : والخبر موقوف على أبي مِخْنف.
(٢) هكذا اقتصرت رواية الطبري عن هشام عن أبي مِخْنف على ذكر الشدّة فحسب ، دون ذكر القتل ، وهكذا رواية سبط ابن الجوزي عن هشام أيضاً / ٢٣٥ ، وكذلك رواية الشيخ المفيد في الإرشاد ص / ٢٠٠ ، عن هشام أو المدائني ، بينما يذكر اليعقوبي في تاريخه ٢ / ٢٢٩ ، نصّ الكتاب هكذا : إذا أتاك كتابي هذا فأحضر الحسين بن علي (ع) ، وعبد الله بن الزبير ، فخذهما بالبيعة ، فإنْ امتنعا فاضرب أعناقهم وابعث إليّ برؤوسه ، وخذ النّاس بالبيعة فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم ؛ وفي الحسين بن علي (ع) ، وعبد الله بن الزبير. والسّلام. والخوارزمي في مقتله ص / ١٨٠ ، يذكر الكتاب عن ابن الأعثم ، كما بذكره الطبري عن هشام ويضيف : ... ومن أبي عليك منهم ، فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه. وكان