خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١). فلمّا دخل مكّة تلا هذه الآية : (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيل) (٢) و (٣).
_________________
(١) سورة القصص / ٢١.
(٢) سورة القصص / ٢٢.
(٣) ٥ / ٣٤٣. قال هشام بن محمّد عن أبي مِخْنف ...
موقف عبد الله بن عمر :
(١) ثمّ بعث الوليد إلى عبد الله بن عمر ، فقال [له] : بايع ليزيد. فقال : إذا بايع النّاس بايعت (٢). فقال [له] : رجل ما يمنعك أنْ تبايع ، إنذما تريد أنْ يختلف النّاس بينهم فيقتتلوا ويتفانوا ، فإذا جهدهم ذلك ، قالوا : عليكم بعبد الله بن عمر ، لمْ يبقَ غيره بايعوه. [فـ] ـقال عبد الله : ما أحببت أنْ يقتتلوا ولا يختلفوا ولا يتفانوا ، ولكن إذا بايع النّاس ولمْ يبقَ غيري بايعت. فتركوه ، وكانوا لا يتخوّفونه.
_________________
(١) ٥ ٣٤٢. بلفظ ، قال هشام بن محمّد عن أبي مِخْنف ... ثمّ قال : وزعم الواقدي (ت ٢٠٧ هـ) أنّ ابن عمر لمْ يكن بالمدينة حين ورود نعي معاوية وبيعة يزيد على الوليد. وكذلك رواه السّبط / ٢٣٧ : وأن ابن الزبير والحسين (عليه السّلام) لمّا دعيا إلى البيعة ليزيد أبيا وخرجا من ليلتهما إلى مكّة ، فلقيهما ابن عبّاس وابن عمر جائيين من مكّة ، فسألاهما ما وراءكم؟ قالا : موت معاوية والبيعة ليزيد. فقال ابن عمر : اتّقيا الله ، ولا تفرّقا جماعة المسلمين. وقدم فأقام أيّاماً ينتظر حتّى جاءت البيعة من البلدان ، فتقدّم هو وابن عبّاس فبايعاه.
(٢) كما عرّفه بهذا معاوية في وصيته ، ومروان في مشورته على الوليد ، كما مرّ.