قد امتنع حسين (عليه السّلام) وابن الزبير ولحقا بمكّة (١).
(٢) [قال] محمّد بن بشر الهمداني : اجتمعـ [نا] في منزل سليمان بن ُصرد [الخزاعي (٣) فخطبنا] ، فقال : إنّ معاوية قد هلك ، وإنّ حسيناً (عليه السّلام) قد تقبّض على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكّة وأنتم شيعته وشيعة أبيه ؛ فإنْ كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدو عدوّه ، فاكتبوا إليه ، وإنْ خفتم الوهل (٤) والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه.
[فـ] ـقالوا : لا ، بل نقاتل عدوّه ، ونقتل أنفسنا دونه. قال : فاكتبوا إليه (٥). فكتبوا إليه :
(بسم الله الرحمن الرحيم ، للحسين بن علي ، من سليمان بن ُصرد والمسيّب بن نجبة (٦) ،
_________________
(١) ٥ / ٣٥١. من خبر عقبة ، أيضاً.
(٢) ٥ / ٣٥٢. قال أبو مِخْنف : فحدّثني الحجّاج بن علي ، عن محمّد بن بشر الهمداني قال : ...
(٣) ذكره الكشّي في رجاله / ٦٩ ، الحديث / ١٢٤ ، عن الفضل بن شاذان تحت عنوان : من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم. وذكره الشيخ في رجاله / ٤٣ في : أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) ، إلاّ أنّه قال : المتخلف عنه يوم الجمل المروي كذباً عذره. وقد روى التخلّف والعذر نصر بن مزاحم في كتابه / ٦ ، فقال ، قال له علي (عليه السّلام) : «ارتبت وتربّصت وراوغت ، وقد كنت من أوثق النّاس في نفسي وأسرعهم فيما أظنّ إلى نصرتي ...». فقال : يا أمير المؤمنين ... استبق مودّتي تخلص لك نصيحتي ، وقد بقيت أمور تعرف فيها وليّك من عدوّك. فسكت عنه ، ثمّ جعله علي (عليه السّلام) على رجّالة الميمنة في صفّين ـ صفّين / ٢٠٥ ـ ، فبارز حوشب سيّد اليمن من أهل الشام فقتله ، وهو يقول : أمسى علي (ع) عندنا محبباً نفديه بالاُمّ ولا نبغي أباً [انظر] صفّين / ٤٠١. وضرب وجهه بالسّيف في صفّين ـ صفّين / ٥١٩ ـ ، وعدّه أبو مِخْنف من الصحابة ومن رؤساء الشيعة ـ الطبري ٥ / ٥٥٢ ـ ، وكان قائد التوّابين سنة (٦٤ هـ) ـ ٥ / ٥٥٥ ـ ، وكان اعتذاره : ادّهنا وتربّصنا وانتظرنا ما يكون حتّى قُتل ـ ٥ / ٥٥٤ ـ.
(٤) أي : الفزع. انظر : مجمع البحرين.
(٥) ورواه الخوارزمي ـ بتفصيل ـ / ١٩٣.
(٦) ذكره الكشّي في رجاله / ٦٩ ، الحديث / ١٢٤ ، بعنوان : من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهّادهم