لقيت حمارا زيدا ، المعرفة (زيد) بدل مباين من النكرة (حمار).
ومن إبدال المعرفة من النكرة قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِراطِ اللهِ ..) [الشورى : ٥٢ ، ٥٣] (صراط) الثانية معرفة بالإضافة إلى معرفة وهى بدل من (صراط) الأولى ، وهى نكرة.
ويكون منه قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي) [طه : ٢٩ ، ٣٠] ، حيث يكون المعرفة العلم (هارون) بدلا من النكرة (وزير) وهو بدل مطابق (١).
إبدال النكرة من النكرة : يجوز إبدال النكرة من النكرة نحو : أعجبت برجل رجل صالح ، النكرة (رجل صالح) بدل مطابق من النكرة (رجل).
بنيت بيتا أساسا منه ، النكرة (أساس) بدل جزء من كلّ من النكرة (بيت).
أعجبتنى فتاة خلق لها. النكرة (خلق) بدل اشتمال من النكرة (فتاة).
ومن ذلك قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً) [النبأ : ٣١ ، ٣٢] ، حيث الاسم النكرة (حدائق) بدل اشتمال من النكرة (مفارا) ، وكل منهما منصوب ، ويجوز أن يكون بدل كلّ ، ويجوز أن ينصب بفعل مضمر ، تقديره (أعنى).
إبدال النكرة من المعرفة : يختلف النحاة فى وجود شروط لإبدال النكرة من المعرفة (٢) ، حيث : يذهب الكوفيون والبغداديون إلى وجوب نعت النكرة إذا أبدلت من المعرفة.
أما البصريون فإنهم لا يشترطون الوصف ، ما دام فى البدل النكرة فائدة معنوية لم توجد فى المبدل منه المعرفة ، كتغيير لفظى البدل والمبدل منه ، أو نعت البدل ،
__________________
(١) يجوز أن يكون نصب (هارون) على تقدير فعل محذوف (أخص) ، أو على أنه مفعول به أول لـ (جعل) ، ووزير مفعول به ثان وقد تقدم لأهمية الوزارة. وفيها أوجه إعرابية أخرى مذكورة فى الصفحات السابق.
(٢) ينظر : شرح الكافية لابن الحاجب ١ ـ ٦٢ / شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٢٨٦ / المساعد ٢ ـ ٤٢٨.