٣ ـ الغرض فى عطف البيان «رفع اللّبس ، كما فى الوصف» (١) ، فهو «لإيضاح ما يجرى عليه ، وإزالة الاشتراك الكائن فيه (٢). ولهذا يجب أن يكون أحد الاسمين يزيد عن الآخر.
أما النسق فإنه يكون لإشراك الثانى مع الأول فى حكم مذكور معه ، إشراكا من جهة معنوية معينة خاصة بحرف العطف المذكور ، سواء أكانت علاقة الإشراك ، أم التعقيب ، أم التراخى ، أم النفى ، أم الإضراب ... أم غيرها. فالغرض من عطف النسق الاختزال أو الاقتصاد فى اللفظ.
٤ ـ من الفرق السابق نلمس أن البيان من قبيل الإطناب ، أما النسق فهو من قبيل الحذف ، أو الاقتصاد والاختزال ، أو الاختصار (٣).
٥ ـ عطف البيان يكون بالأسماء الصريحة غير المأخوذة من الفعل ، كالكنى والأعلام ... (٤). أى : يكون فى الأسماء الجامدة.
أما عطف النسق فإنه يكون بكل الأسماء والأفعال ، والجمل ، وأشباه الجمل ، ويكون من المفردات والمركبات.
٦ ـ المعطوف والمعطوف عليه فى البيان يشتركان فى حكم واحد مذكور ، ولا يحتمل تقدير غيره.
أما هما فى عطف النسق فقد يشتركان فى الحكم المذكور ، وقد يتغير حكم المعطوف عن الحكم المنسوب إلى المعطوف عليه ، ويحدد ذلك حرف العطف المذكور ، فلكل حرف فى عطف النسق دلالته الخاصة به ، وتنسحب هذه الدلالة على المتعاطفين.
__________________
(١) أسرار العربية ٢٩٦.
(٢) شرح المفصل لابن يعيش ٣ ـ ٧١.
(٣) شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٧٧٣.
(٤) شرح المفصل لابن يعيش ٣ ـ ٧١.