وتقول : نظفت البيت فكنست الصالة فالحجرات فالشرفات.
ومنه : (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) [هود : ٤٥].
٤ ـ عطفها ما لا يصح تركيبيا على ما يصلح ، والعكس :
مما له علاقة بإفادة الفاء معنى السببية والتسبب اختصاصها بعطفها ما لا يصلح أن يكون صلة أو خبرا أو صفة أو حالا لعدم تضمّنه ضميرا يعود على الموصول أو المبتدإ أو الموصوف أو صاحب الحال ، أو العكس ، أى : عطف ما يصلح أن يكون واحدا مما سبق على ما لا يصلح ؛ ذلك لأن معنى السبب فى الفاء يغنى عن الضمير العائد ، لأن السببية تجعل ما بعدها وما قبلها جملة واحدة.
كما أن الجملتين إذا عطفت إحداهما على الأخرى بالفاء التى فيها معنى السببية فإنهما يتنزلان منزلة الشرط والجزاء ، فيكتفى بضمير واحد فى إحداهما ، كما يكتفى بضمير واحد فى جملتى الشرط والجزاء.
ومنهم من يجعل الفاء خالصة للسببية ، وقد أخرجت عن العطف ، كما أن الفاء كذلك فى جواب الشرط (١) ؛ لذلك فإن الفاء تختص بعطف ما لا يصلح فى التركيب لخلوه من الضمير العائد على ما يصلح لوجود الضمير العائد أو الرابط ، أو العكس ، ويمكن أن يعبر عن سمة هذه التراكيب بأنه يسوغ فيها للفاء أن تعطف جملتين فى الصلة أو الصفة أو الخبر أو الحال مع الاكتفاء بضمير رابط واحد.
ويكون فى التراكيب الآتية :
أ ـ التركيب الموصولى :
تعطف ما لا يصلح أن يكون صلة على ما هو صلة ، ذلك نحو : الذى يقوم فيغضب زيد أخوك ، حيث الاسم الموصول (الذى) مبنى فى محلّ رفع ، مبتدأ.
__________________
(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٤٠.