وفيه (أو) بمعنى الواو ، فيكون التقدير : بين منضج وطابخ قدير.
وقول الراجز :
إن بها أكتل أو رزاما |
|
خويربين ينفقان الهاما (١) |
التقدير : أكتل وزام ، بدليل أنه ثنّى خويرب ، ليجمع لفظ التثنية أكتل ورزاما ، وهما اسما رجلين. ولا يكون ذلك إلا إذا كانت (أو) بمعنى الواو لتجمع بينهما ، وإلا أفرد خويربا.
وقول الآخر :
وقالوا لنا ثنتان لا بدّ منهما |
|
صدور رماح أشرعت أو سلاسل (٢) |
(أو) بمعنى (الواو) حتى يتطابق آخر الكلام مع أوله ، فأوله ثنتان ، ويوافيهما (صدور رماح وسلاسل) ، فكان لـ (أو) أن تكون بمعنى الواو ، وقد يعبر عنها فى هذا المعنى بأنها تفيد التفريق المجرد من الشك أو التقسيم ، حيث الإجمال ، ثم تقسيم ما أجمل ، فيوافى العجز الصدر.
ومنه ما ذكره سيبويه من قوله : خذه بما عزّ أو هان ، أى : خذه بهذا أو بهذا ، أى : لا يفوتنّك على كلّ حال (٣). ثم يذكر أن العرب قد تستعمل الواو هنا فتقول : خذه بما عزّ وهان.
__________________
(١) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٧. أكتل ورزام : اسما رجلين ، خويربين : تثنية خويرب والمقصود به اللص ، وهو تصغير خارب ، ينقف : بضم القاف : يكسر الرأس ، الهام : جمع هامة ، وهى الرأس.
(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (بها) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (أكتل) اسم إن مؤخر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (رزاما) معطوف على أكتل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (خويربين) حال مقدمة من ألف الاثنين فاعل ينفق منصوبة ، وعلامة نصبها الياء لأنها مثنى. ويجوز أن تكون الحال من الضمير فى بها. (ينقفان) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة. وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (الهاما) مفعول به منصوب. وعلامة نصبه الفتحة. والألف للإطلاق.
(٢) ينظر : مغنى اللبيب ١ ـ ٦٥ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٧ / المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٥٧.
(٣) الكتاب ٣ ـ ١٨٤.