و ـ تأتى (أم) المتصلة بسماتها التركيبية السابقة فى صورتين من حيث المعنى وبعض الخصائص التركيبية ، وذلك على النحو الآتى :
الصورة الأولى : يفيد التركيب معها ما يفيد التسوية الإخبارية بين متعادلين فى الإخبار ، وخصائص هذا التركيب :
ـ أن تسبق الهمزة و (أم) بما يفيد التسوية من لفظ (سواء) ، وقد تسبق بألفاظ أخرى تدل مع الهمزة وأم على التعادل ، من نحو : ما أبالى ، ما أدرى ، لا أبالى ، لا أدرى ، ليت شعرى ، لا يحضرنى ، لا يهمنى ، لا يعنينى ...
ـ تربط بين جملتين ، يكون كل منها فى تأويل مصدر مع الهمزة أو (أم).
ـ الجملة الأولى منهما تتضمن الهمزة ـ ذكرا أو تقديرا ـ.
ـ الجملة الثانية منهما تسبق بـ (أم) المتصلة المعادلة.
ـ لا تحتاج إلى جواب ؛ لأن الهمزة ـ حينئذ ـ لا تكون استفهاما ، وإنما تكون معادلة فقط ، فهو خبر ليس على الاستفهام الحقيقى.
ـ الكلام معها يحتمل التصديق والتكذيب.
ـ الهمزة تفيد التسوية حيث تسوى ما بعد أم بما قبلها فى إرادة الحكم المتضمن من التركيب.
مثال ذلك قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [البقرة : ٦] ، والتقدير : سواء عليهم الإنذار وعدمه ، فتكون (سواء) مبتدأ مرفوعا ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، خبر مقدم. أو : يكون (سواء) خبرا مقدما ، والمصدر مبتدأ مؤخرا. والتقدير : الإنذار وعدمه سواء.
ومنه : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [المنافقون : ٦] ، (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا) [إبراهيم : ٢١]. (سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) [الشعراء : ١٣٦] والتقدير على الترتيب : سواء عليهم استغفارك لهم وعدمه ، سواء علينا جزعنا وصبرنا ، سواء علينا الوعظ وعدمه.