أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف : ٣٩]. (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) [الأنعام : ١٣٠ ، ١٤٣](١). (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) [البقرة : ١٤٠]. (أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) [الواقعة : ٥٩] ، والمعادلة فى الاستفهام والحكم بين الضميرين (أنتم ، نحن).
وفى قوله : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٩](٢) تكون المعادلة بين (قريب وبعيد) فى إرادة الاستفهام ، فذكر أحدهما بعد همزة الاستفهام ، والآخر ذكر بعد (أم) ، فجاز تأخر (ما توعدون) ، ويلحظ وصل (أم) بما عطفت عليه ، وهو (قريب) ، و (ما) اسم موصول مبنى يجوز أن يكون مبتدأ مؤخرا خبره المقدم (قريب) ، ويجوز أن يكون فاعلا لقريب.
ومنه قول المثقّب العبدى :
وما أدرى إذا يمّمت أرضا |
|
أريد الخير أيّهما يلينى |
أألخير الذى أنا أبتغيه |
|
أم الشرّ الذى هو يبتغينى (٣) |
__________________
المتكلمين نا مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول. أو الاسم الموصول مبتدأ ، خبره محذوف دال عليه ما سبق.
(١) (آلذكرين) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. الذكرين : مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى. (حرم) فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو.
(أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (الأنثيين) معطوف على الذكرين منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى.
(٢) (إن) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (أدرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (أَقَرِيبٌ) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. قريب : خبر مقدم أو مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة (أَمْ بَعِيدٌ) أم : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. بعيد : معطوف على قريب ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (ما تُوعَدُونَ) ما :حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. توعدون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون مبنى للمجهول ، واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع نائب فاعل. والمصدر المؤول فى محل رفع ، فاعل سد مسد المبتدإ المؤخر أو الخبر. ويجوز أن تجعل (ما) اسما موصولا سد مسد المبتدإ أو الخبر. وجملة توعدون صلة الموصول لا محل له من الإعراب ، وفيها ضمير محذوف عائد تقديره : توعدون به. ويجوز أن تجعلها قضية تنازع ، حيث تنازع كل من قريب وبعيد الاسم الموصول ما ، أو المصدر وعدكم.
(٣) شرح ابن يعيش ٩ ـ ١٣٨ / المساعد على التسهيل على الفوائد ٢ ـ ٤٥٤ ، ٤٥٥.