فإذا قلت : (جاء محمود ولكن لم يلحق بافتتاح الحفل) ؛ فإن (لكن) تكون مخففة من الثقيلة استدراكية ابتدائية حرفا غير عامل عند جمهور النحاة ولإهماله فإنه قد دخل على الجملة الفعلية ، ولكنه عند بعض النحاة ، يكون عاملا اسمه محذوف يقدر بضمير الشأن ، والجملة المذكورة (لم يلحق) تكون خبره.
ب ـ أن يكون ما بعدها مفردا لا جملة ، وحينئذ تكون متصلة كـ (أم) ، وتكون استدراكية ، نحو قولك : لم يصل محمود لكن علىّ. فيكون (على) معطوفا على (محمود) مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة.
ج ـ أن تكون مسبوقة بنفى أو نهى ، وهذا الشرط عند البصريين دون الكوفيين ، نحو : لم أفتح الباب لكن الشباك ، فيكون (الشباك) معطوفا على (الباب) منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة.
وتقول : (لا تظنّ سوءا لكن خيرا) ، فيكون (خيرا) معطوفا على (سوءا) منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة. وتقول : ما عندنا امرأة سوء لكن رجل ، ولا تصادق مرائيا لكن ناصحا. ما عندنا امرأة لكن رجل. وما بعدها يكون مثبتا دائما لامتناع تقدير النفى فى المفرد.
فإذا لم يكن نفى أو نهى فإن ما يليها يكون جملة على الوجه الأرجح ، وتكون منفية ، كقولك : وصل محمد لكن السيد لم يصل. فيكون (السيد لم يصل) جملة اسمية ، المبتدأ فيها (السيد) ، وخبره الجملة الفعلية (لم يصل) ، وتكون عاطفة جملة على جملة ، وقيل : لا تكون عاطفة ـ حينئذ ـ بل ابتدائية.
د ـ ألا تقترن بالواو ، أى : ألا تكون تالية للواو ، فإذا سبقتها الواو فإن (لكن) تكون حرف ابتداء ، وليست عاطفة ، مثال ما تلت واوا قوله ـ تعالى ـ : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) [الأحزاب : ٤٠] ، (رسول) بالنصب ، ويرجح النصب على أنه خبر (كان) المحذوفة ، والتقدير : ولكن كان رسول الله. وصحّ حذفها لدلالة ما سبق عليها ، وترجح ذلك لكون (لكن) مسبوقة بالواو.