هذا غير الفعل الناقص ونيابة الحرف منابه فى قولهم : أمّا أنت ، حيث ناب الحرف (ما) مناب الفعل الناقص المحذوف (كان).
ب ـ أنك تقول : استوى زيد وعمرو ، فلو قلت : استوى زيد استوى عمرو ؛ لم يكن كلاما.
ج ـ تقول : مررت برجل قائم زيد وأخوه ، ولو قلت : مررت برجل قائم زيد قائم أخوه فإنك تنعت الرجل بما ليس من سببه.
د ـ تقول : أزيدا لقيت عمرا وأباه ، فلو قلت : أزيدا لقيت عمرا لقيت أباه ، لم يجز ، لأن (لقيت) الأول عامل فى أجنبى فلا يصح أن يفسر.
لكننا إذا نظرنا إلى أن العطف من وسائل الإيجاز والاختصار فى اللغة العربية ، كما هو فى المثنى والجمع ، لفكّرنا مرة أخرى فى هذه الآراء من العوامل ، ولاخترنا الرأى الثالث ، وأعربنا على الرأى الأول مجازا واستسهالا على المعربين ، فأعربنا المعطوف تابعا لما قبله ، لكن أصله فى الكلام أن يكون معمولا لمحذوف دل عليه سابقه الذى عمل فى المعطوف عليه.
وما ذكره النحاة من أمثلة سابقة إنما هى من صنعهم ، حيث عود الضمير فى الثالث والرابع فيه التباس ، ولو أننا جعلنا التركيب فيهما من قبيل عطف الجمل لما حدث إشكال.
سادسا : همزة الاستفهام وحرف العطف :
قد تدخل همزة الاستفهام على حروف العطف (الواو والفاء وثمّ) ، مثال ذلك : (أَوَلا يَعْلَمُونَ) [البقرة : ٧٧](أَفَلا تَعْقِلُونَ) [البقرة : ٤٤] ، (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) [يونس : ٥١].